في كثير من الأوقات، بنشوف فيديوهات أو صور عن أهلنا في غزة، صور بتظل محفورة في ذاكرتنا، بتشوف وجه الطفل اللي فقد عائلته أو أب بيحاول بكل قوته ينقذ أطفاله من تحت الأنقاض أو أم تبكي بجانب بيتها اللي تحول لركام، الحرب الأخيرة اللي صارت بغزة كانت قاسية بشكل ما بيقدر حد يتخيله كانت كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة، مشاهد الدمار والقهر خلتنا نوقف ونسأل حالنا أسئلة كثيرة ما إلها جواب: كيف صار كل هذا؟ وليش؟ ومتى ممكن ينتهي؟ ولمتى رح يضلوا أهل غزة يعانوا؟ وآخرت اللي إحنا فيه؟
لكن مع كل هذا الألم تعلمنا أشياء جديدة، الحرب ما جابت بس الحزن والدمار؛ لكنها فضحت حقائق كثيرة وكشفت وجوه ناس كانوا متخفين وراء شعارات كبيرة، شفنا ناس بتوعد وما بتوفي وناس بتدعي الإنسانية لكنها بعيدة كل البعد عنها، من المشاهد اللي ما بنساها هي كيف الأهل كانوا بيتعرفوا على أبنائهم من أشياء بسيطة مثل: الأسنان أو بقايا ملابسهم، ومن بين القصص؛ قصة يوسف اللي كان شعره كيرلي ووجهه أبيضاني وحلو، هالقصة مثل غيرها بتظهر كم الألم اللي مر فيه أهلنا بغزة.
وفي غزة، فيه ناس تهدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وفقدوا كل شيء ومع هيك ما زالوا صامدين، بيظل السؤال اللي بيطرح نفسه: كيف هالناس لساتهم واقفين؟ طول عمرنا بنسمع عن أهل غزة إنهم جبارين وأصحاب إرادة ما بتنحني، لكن اليوم مش بس سمعنا عنهم؛ إحنا شفنا بعينينا تضحيتهم وصمودهم العظيم، شفنا أمهات وآباء بيواجهوا الألم بابتسامة وأطفال بيرسموا أحلامهم وسط الدمار، وأهل قرروا يظلوا متمسكين بالأمل رغم كل شيء.
أهل غزة مش مجرد شعب عايش تحت ضغط الحرب والحصار هم رمز للصمود، هم المثال الأعلى للتضحية والقوة، كل يوم بيعلمونا معنى جديد للصبر والإيمان وبيذكرونا إن الحياة بتستمر رغم كل الظروف، غزة مش بس مكان على الخريطة هي قصة نضال وكفاح ما بينتهي، قصة شعب قرر يواجه كل العواصف بروح قوية ما بتنكسر.
المشاهد اللي بنشوفها من غزة مش مجرد صور للحزن؛ لكنها في الوقت نفسه صور ملهمة للقوة والأمل، أهل غزة بيعيشوا معاناة يومية لكنهم ما زالوا متمسكين بحبهم للحياة، يمكن العالم يشوفهم كضحايا؛ لكن الحقيقة هم أبطال حقيقيين، قصصهم بتثبت إن الكرامة والإرادة أقوى من أي قنابل أو حصار، غزة هي الدليل الحي على إن القوة الحقيقية مش بالسلاح؛ بل بالقلب والإيمان.