الحشرات الروبوتية، تمثل نقلة نوعية في مجال التكنولوجيا والابتكار. مستوحاة من الطبيعة، حيث تُصمم هذه الروبوتات الصغيرة لمحاكاة وظائف الحشرات الحقيقية، مما يجعلها أداة قوية في مجالات متنوعة، مثل: البحث العلمي، الإنقاذ، والاستكشاف، بفضل صغر حجمها وقدرتها على التكيف، يمكن لهذه الحشرات الروبوتية الوصول إلى أماكن يصعب على البشر أو الآلات التقليدية الوصول إليها.
الحشرات الروبوتية هي أجهزة ميكانيكية صغيرة صُممت لتقليد الحشرات في الحجم، الحركة، والوظائف. غالبًا ما تُزوّد هذه الروبوتات بأجهزة استشعار، كاميرات دقيقة، وأدوات تحليل البيانات لتأدية مهام محددة.
ومن التقنيات المستخدمة في تطوير الحشرات الروبوتية، الهندسة الميكانيكية الدقيقة، التي تُستخدم لتصميم مكونات صغيرة وخفيفة تحاكي الهياكل الطبيعية للحشرات، وأيضًا هناك الذكاء الاصطناعي الذي يجعل الروبوتات قادرة على اتخاذ قرارات مستقلة، مثل: تغيير المسار أو التفاعل مع البيئة المحيطة، والطاقة الذاتية، وهي عباره عن بطاريات صغيرة أو تقنيات حصد الطاقة من البيئة لتزويد الروبوت بالطاقة، كما أن هناك الاستشعار البيولوجي وهو أجهزة خاصة باستشعار دقيق لرصد الحرارة، والرطوبة، والغازات.
وتستخدم الحشرات الروبوتية في البحث والإنقاذ للعثور على الناجين تحت الأنقاض بعد الكوارث الطبيعية، ومراقبة التغيرات البيئية في الأماكن صعبة الوصول، مثل: الغابات الكثيفة وأعماق الكهوف، كما تستخدم في المجالات العسكرية لجمع المعلومات الاستخباراتية في المناطق الخطرة دون تعريض حياة الجنود للخطر، أيضًا تستخدم في مجال الزراعة من خلال المساعدة في تلقيح النباتات أو مكافحة الآفات بطريقة دقيقة وآمنة، كما أنها تساهم في مجال البحث العلمي من خلال دراسة الأنظمة البيئية الحساسة أو التجارب التي تحتاج إلى أدوات صغيرة الحجم.
لكن لا بد من وجود تحديات مستقبلية لهذه الروبوتات فقد تُستخدم الحشرات الروبوتية للتجسس أو انتهاك الخصوصية، ومن الأمثلة عن الحشرات الروبوتية، روبوت RoboBee: طورته جامعة هارفارد ليحاكي النحل في حجمه وحركته، ويُستخدم في البحث العلمي، وحشرات DARPA الروبوتية: مشروع يهدف إلى استخدام الحشرات الروبوتية في المهام العسكرية والاستخباراتية.
الحشرات الروبوتية تمثل ثورة علمية قد تغير الطريقة التي نتفاعل بها مع بيئتنا ومشاكلنا اليومية. ومع استمرار البحث والتطوير، يمكن لهذه التقنية أن تصبح أداة لا غنى عنها في مختلف المجالات، بشرط التعامل معها بمسؤولية ووعي بالآثار الأخلاقية.