يعد إيذاء النفس سلوكًا معقدًا يلجأ إليه البعض للتعامل مع الألم النفسي أو الضغوط الحياتية، دون نية الانتحار، ويشمل هذا السلوك أشكالًا متعددة مثل الجرح، الحرق، أو الضرب، حيث يكون وسيلة للتعبير عن مشاعر يصعب البوح بها.
تتنوع أسباب هذا السلوك بين التعامل مع مشاعر مثل الإكتئاب، القلق، والغضب، إلى مواجهة ضغوط حياتية كالمشاكل الأسرية، التنمر، والفشل الدراسي، كما قد يكون الشعور بالخدر العاطفي دافعًا، إذ يسعى بعض الأشخاص إلى الشعور بأي شيء بدلًا من الفراغ العاطفي، في بعض الحالات، يكون إيذاء النفس وسيلة غير مباشرة لطلب الإهتمام أو المساعدة.
يؤدي إيذاء النفس إلى أضرار جسدية مثل التسبب بندوب دائمة أو إصابات خطيرة، إلى جانب أضرار نفسية كالشعور المتزايد بالذنب والعجز، كما قد يتسبب بالعزلة الإجتماعية وصعوبة بناء علاقات صحية، مما يؤثر أيضًا على الأسرة والأصدقاء.
طرق العلاج والتعامل مع المشكلة
يتطلب التخلص من هذه العادة طلب المساعدة المهنية، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الذي يساعد في تغيير الأفكار السلبية، أو تناول أدوية لعلاج الإكتئاب والقلق بإشراف طبي، كما يمكن اللجوء إلى أنشطة بديلة مثل الكتابة، الرسم، والرياضة، إلى جانب تقنيات الإسترخاء كالتنفس العميق، كما أن بناء علاقات إيجابية مع أشخاص موثوقين يساهم في تخفيف الضغوط النفسية.
يجب تعزيز التوعية حول إيذاء النفس وأسبابه، خاصة بين المراهقين وطلاب المدارس، وإنشاء مراكز دعم نفسي لمساعدة الأشخاص المعرضين للخطر.
إيذاء النفس هو مؤشر لمعاناة نفسية تستدعي التدخل، وليس مجرد سلوك يمكن التغاضي عنه، بوجود الدعم والعلاج المناسب، يمكن للأفراد تجاوز هذه المرحلة وإعادة بناء حياتهم بطريقة صحية، مع التأكيد على أن طلب المساعدة خطوة شجاعة وليست ضعفًا.