منذ القدم ارتبط القمر بالعديد من الأساطير والمعتقدات، بدءًا من تأثيره على المد والجزر وصولًا إلى تأثيره المفترض على سلوك الإنسان، لكن هل يمكن أن يؤثر القمر فعليًا على الأداء الرياضي؟
يعتقد بعض الرياضيين والمدربين أن مراحل القمر خصوصًا اكتماله قد تؤثر على مستويات الطاقة والعدوانية في رياضات مثل: القتال والمصارعة، كما يُقال إنها تؤثر على جودة النوم والتعافي العضلي والتوازن النفسي إذ يرتبط البدر أحيانًا بزيادة التوتر.
وفي بعض الثقافات؛ يُعتقد أن اكتمال القمر يمنح الرياضيين قوة إضافية أو يزيد من اندفاعهم، بينما يرتبط المحاق (غياب القمر) بالهدوء والتركيز/ أما فيما يتعلق بتأثير القمر على النوم والأداء، فقد أشارت بعض الدراسات إلى أن اضطرابات النوم تزداد أثناء اكتمال القمر مما قد يؤثر على تعافي الرياضيين، حيث نُشرت دراسة في Journal of Sleep Research تفيد بأن مدة النوم تقل بمقدار 20 دقيقة خلال ليالي البدر وهو ما قد يؤثر على الأداء الرياضي في اليوم التالي.
أما فيما يتعلق بتأثير القمر على الهرمونات، يُعتقد أن ضوء البدر الساطع قد يؤثر على إفراز الميلاتونين وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم النوم مما قد يؤثر بدوره على مستويات الطاقة، كما تشير بعض الأبحاث إلى احتمال تأثر مستويات التستوستيرون بدورات القمر؛ لكن الأدلة العلمية حول ذلك لا تزال غير حاسمة.
في رياضة كرة القدم، هناك إحصائيات غير رسمية تشير إلى زيادة عدد الأهداف أو الإصابات خلال اكتمال القمر بينما في رياضات التحمل مثل الماراثون لم تثبت الدراسات الموثوقة وجود فرق كبير في الأداء بين مراحل القمر، رغم أن بعض الرياضيين والمدربين يرون أن أي تأثير محتمل قد يكون مجرد تأثير وهمي (Placebo Effect) ناتج عن الاعتقادات السائدة.
ومع ذلك، هناك مدربون يفضلون اتباع تقويم القمر لتخطيط التدريبات المكثفة أو تحديد فترات الراحة، لكن من جهة أخرى؛ يؤكد علماء الفيزياء أن جاذبية القمر تؤثر بشكل واضح على المد والجزر، إلا أن تأثيرها على جسم الإنسان يعد ضئيلًا جدًا.
إذًا، هل يؤثر القمر حقًا على الأداء الرياضي؟
في الواقع لا يوجد دليل علمي قوي يثبت تأثيرًا مباشرًا للقمر على القدرات البدنية للرياضيين، لكن التأثير النفسي قد يكون حقيقيًا لدى أولئك الذين يؤمنون بهذه الفكرة.
وبينما يبقى تأثير القمر على الأداء الرياضي محل جدل، يبدو أن قوة العقل البشري هي العامل الحاسم، فقد لا يملك القمر تأثيرًا سحريًا لكن إيمان الرياضي بنفسه هو ما يصنع الفرق الحقيقي.