التعرض لأشعة الشمس يؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة العظام والحد من خطر الأمراض المرتبطة بنقص فيتامين "د". يُعتبر ضوء الشمس المصدر الطبيعي الرئيسي لهذا الفيتامين الحيوي، والذي يُساعد على تعزيز امتصاص الجسم للكالسيوم، المعدن الضروري لبناء العظام والحفاظ على قوتها.
فيتامين "د" يعتبر ضروريًا لصحة العظام، ويحتاج الجسم إلى هذا الفيتامين لتمكينه من امتصاص الكالسيوم والفوسفور من الغذاء، وهما عنصران أساسيان لتكوين عظام قوية وصحية. في حال عدم توفر مستويات كافية من فيتامين "د"، يصبح الجسم غير قادر على امتصاص الكالسيوم بشكل فعال، مما يؤدي إلى انخفاض كتلة العظام وزيادة خطر ضعفها وهشاشتها.
يعتمد جسم الإنسان على نحو أساسي على التعرض لأشعة الشمس لإنتاج فيتامين "د". عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، ينتج مادة كيميائية تُعرف بالكولسترول 7-ديهيدروكوليسترول، والتي تتحول فيما بعد إلى فيتامين "د". ورغم وجود بعض الأطعمة التي تحتوي على كميات ضئيلة من هذا الفيتامين، مثل: الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المدعمة، إلا أن أشعة الشمس تظل المصدر الرئيسي له.
من الأمراض الشائعة التي تؤثر في العظام نتيجة نقص فيتامين "د" هي هشاشة العظام، ويحدث هذا المرض عندما تضعف العظام وتصبح هشة، مما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث الكسور. الأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس بصورة كافية أو لا يحصلون على كميات كافية من فيتامين "د" هم الأكثر عرضة للإصابة بهشاشة العظام، وخاصةً كبار السن.
للحصول على الفوائد الصحية من أشعة الشمس، ليس من الضروري التعرض لها لفترات طويلة. في الحقيقة، يكفي التعرض المباشر للشمس لمدة 15-30 دقيقة يوميًا على اليدين والوجه لزيادة مستويات فيتامين "د" لدى معظم الأفراد. ومع ذلك، يعتمد مقدار التعرض المطلوب على عدة عوامل مثل: لون البشرة، العمر، والموقع الجغرافي. فالأشخاص ذوو البشرة الداكنة يحتاجون إلى وقت إضافي قليلاً تحت الشمس لإنتاج كميات كافية من فيتامين "د"، بينما يمكن للأشخاص ذوي البشرة الفاتحة الحصول على الكمية المطلوبة بسرعة أكبر.
على الرغم من الفوائد العديدة للتعرض لأشعة الشمس، إلا أنه من الضروري أن يكون ذلك بشكل معتدل لتفادي المخاطر الناتجة عن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية، مثل: حروق الشمس وسرطان الجلد. لذلك، يُنصح باستخدام واقي الشمس بعد الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين "د"، خصوصًا إذا كنت تنوي البقاء لفترة أطول تحت الشمس.
بعض الفئات معرضة بشكل أكبر لنقص فيتامين "د" نتيجة لقلة التعرض لأشعة الشمس. على سبيل المثال، الأفراد الذين يعيشون في المناطق الباردة أو ذات الطقس الغائم على نحو متكرر يواجهون صعوبة في الحصول على كميات كافية من الشمس. علاوة على ذلك، الأشخاص الذين يعملون في بيئات مغلقة لفترات طويلة خلال اليوم وكبار السن الذين يفضلون البقاء في منازلهم بحاجة إلى اتخاذ تدابير إضافية لتعويض هذا النقص، مثل تناول المكملات الغذائية.
يساهم التعرض لأشعة الشمس على نحو رئيسي في تعزيز صحة العظام من خلال دعم إنتاج فيتامين "د"، الذي يعد ضروريًا للحفاظ على قوة العظام والوقاية من الأمراض الناتجة عن نقص الكالسيوم، مثل هشاشة العظام. ومع ذلك، يجب مراعاة الاعتدال في التعرض لأشعة الشمس لحماية الجلد من الأضرار المحتملة. من خلال زيادة الوعي بأهمية التعرض للشمس والحفاظ على مستويات كافية من فيتامين "د"، يمكن تحسين صحة العظام والحد من مخاطر الأمراض المرتبطة بنقص الكالسيوم.