عندما يأتي أول يوم من شهر مُحرم، لا بد أن نستذكر هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، هذا اليوم الذي اختاره عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومجموعة من الصحابة بأن يكون يوم هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما للتقويم الإسلامي.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح التقويم الهجري رمزًا لتاريخ المسلمين ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم فكان هذا التاريخ والحدث لحظة فارقة في مسيرة الإسلام وهي هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة كانت الهجرة انطلاقة لبناء مجتمع جديد يقوم على العدالة والرحمة، فقد هاجر النبي صلى الله عليه وسلم أهله وموطنه "مكة" ليؤسس الدولة التي أمره الله تعالى بها تحفظ الدين والكرامة وتجمع الناس على كلمة واحدة ولا تفرق بينهم.
عندما يأتي شهر محرم ليذكّرنا بأن التغيير يحتاج إلى تضحية، وأن الثبات على المبادئ يتطلب الصبر والإيمان ومن المهم أن ندرك أن الهجرة لم تكن هروبًا من الصعوبات والتحديات التي واجهها النبي صلى الله عليه وسلم من قومه بل كانت سعيًا إلى بيئة يمكن فيها للخير أن ينمو وللحق أن ينتصر.
في كل عام، ونحن نبدأ عامًا هجريًّا جديدًا، نتعلم من هذه القصة أن البدايات الصادقة والتوكل على الله تصنع الفارق في الحياة، تمامًا كما صنعت الهجرة فارقًا في تاريخ الأمة كلها.
كل عام وأنتم أملٌ يشرق وسنة هجرية ملؤها الإيمان وتحقيق الطموحات