في أحد فصول مدرسة حديثة وُضعت علبة صغيرة على الحائط لا تصدر صوتًا ولا تتحرك لكنها تقوم بعمل كبير جدًا، إنها "العلبة الذكية" أو ما يُعرف علميًا بجهاز استشعار جودة البيئة الصفية، وهي واحدة من الأدوات الحديثة التي بدأت بعض المدارس باستخدامها لتحسين بيئة التعلم.
تحتوي "العلبة الذكية" على حساسات دقيقة تقيس عدة عناصر في الفصل:
أثبتت الدراسات أن بيئة الصف تؤثر مباشرة على تركيز الطالب ومستوى انتباهه وصحته النفسية، فعندما يكون الهواء نقيًا والإضاءة مناسبة والأصوات منضبطة، يشعر الطلاب بالراحة ويتفاعلون بشكل أفضل، كما أن ارتفاع ثاني أكسيد الكربون قد يسبب النعاس أو الصداع دون أن ينتبه أحد إلى السبب.
في مدارس أوروبا وكندا، بدأت هذه الأجهزة بالظهور بشكل واسع في بعض الفصول، تُعرض المعلومات على شاشة صغيرة في الصف ليراها التلاميذ بأنفسهم ويتعلموا كيفية الحفاظ على البيئة من حولهم، وفي بعض المدارس يُربط الجهاز بتطبيق على الهاتف يرسل إشعارات للمعلم إذا وجب فتح النوافذ أو تقليل الضوضاء.
الجميل في هذه الأجهزة أنها ليست فقط أدوات تقنية؛ بل فرصة لتعليم الطلاب عن البيئة، بعض المعلمين يستخدمون بيانات "العلبة الذكية" في دروس العلوم لشرح أهمية الهواء النقي وتأثير الصوت والإضاءة على الدماغ.
مع تطور التكنولوجيا وانخفاض أسعارها تدريجيًا، يمكن أن تبدأ المدارس العربية بتجربة هذه الفكرة في المستقبل القريب، وقد يكون أطفال اليوم هم من يبتكرون أجهزة أفضل في المستقبل