وُلد الحسين بن طلال في عمّان صباح يوم الرابع عشر من نوفمبر عام 1935 ليصبح أحد أهمّ القادة في تاريخ الأردن الحديث ترعرع في عائلة الحكم الهاشمي ودرس في مدارس الأردن قبل أن يسافر إلى الخارج لدراسة العلوم العسكرية مُعدًّا نفسه لتولي مهام كبيرة، وفي الحادي عشر من أغسطس عام 1952 تولّى العرش وبدأ بممارسة سلطاته الدستورية في الثاني من مايو عام 1953 بعد أن بلغ سنّ الرشد.
على مدى حوالي خمسين عامًا من الحكم كان الحسين قريبًا من شعبه لدرجة أنه أُطلق عليه لقب "الأب الباني الذي يعشقه الأردنيون" لم يكن ملكًا فحسب بل كان قائدًا يؤمن بأن الإنسان هو أغلى ما تملكه الأمة، خلال فترته تحوّلت المملكة إلى مركز عمل مستمر حيث ارتفعت معدّلات التعليم وتوسّعت شبكات المياه والكهرباء وتطوّرت الصناعات والزراعة بالإضافة إلى إنشاء طرق ربطت القرى بالمدن ممّا عزّز التواصل بين الأردنيين.
ركّز الحسين على تأسيس مبادئ الحياة الديمقراطية وعزّز من المشاركة الشعبية وشجّع على وجود تعددية حزبية كما أعطى اهتمامًا خاصًّا للشباب والمرأة معتقدًا بأهميتهم في تشكيل المستقبل.
لم يكن الحسين غريبًا عن الناس بل كان دائمًا بينهم في المناسبات الوطنية والأفراح يشاركهم لحظات الفخر والنجاح كانت ابتسامته واهتمامه بالاستماع تعكس تواضعه وإنسانيته ممّا أكسبه مكانة مميزة في قلوب الأردنيين.
توفي الملك الحسين في السابع من فبراير 1999 مُخلّفًا وراءه وطنًا موحّدًا ومؤسسات راسخة بالإضافة إلى إرثٍ من الجهود والبناء سيظلّ محفورًا في تاريخ الأردن ليواصل جلالة الملك عبد الله الثاني بعده مسيرة التقدّم والتنمية.