لطالما حلم الإنسان بالطيران مثل الطيور، وهذه الأحلام بدأت تتحقق عبر التاريخ من خلال تطور الأفكار والنماذج،  فكانت البداية مع العالم العربي عباس بن فرناس الذي قام بأول محاولة طيران شراعي في الأندلس في القرن التاسع الميلادي.
في العصر الحديث، بدأ المهندس الأمريكي جورج كايلي مسيرة تطور الطيران والطيران الشراعي، حيث نجح في تطوير أفضل نموذج للطائرة الشراعية في عام 1809، واصل المهندس الألماني أوتو ليلبنتال مسيرة كايلي، وأصبح أول شخص يتحكم بالطائرة الشراعية عبر تمايل الجسد، إلا أنه لم ينجح في تحقيق الطيران الكامل، حتى جاء الأخوان رايت ليكملا المسيرة بنجاحهما في الطيران عام 1903.
مع مرور الزمن، تطورت تقنيات الطيران وأصبحت أكثر أمانًا، مما جعل الطيران الشراعي رياضة يمارسها الكثيرون، ولممارسة هذه الرياضة بنجاح، يجب على الشخص التعلم والتدرب على إستخدام الطائرة الشراعية، إلى جانب الإلتزام بارتداء المعدات الوقائية مثل الخوذة وحزام الأمان، كما يلعب الطقس والمكان دورًا حاسمًا في الإستمتاع بهذه التجربة؛ إذ يُفضَّل اختيار الأوقات المثلى والمواقع الجميلة لضمان تجربة طيران مبهرة.
عند التحليق، يجب التخلص من الخوف والتوتر للإستمتاع الكامل بالرحلة، وبالمناظر الطبيعة من السماء  خاصةً عند التحليق خلال شروق أو غروب الشمس، غالبًا ما تُمارس هذه الرياضة في المناطق الجبلية والتلال، مما يضفي على التجربة شعورًا بالحرية والمغامرة.
وعلى الرغم من جمال هذه الرياضة، إلا أنها تأتي مع تحدياتها، فقد يواجه بعض الأشخاص صعوبة في التغلب على خوفهم مما قد يؤدي إلى الإغماء، كما أن الظروف الجوية تلعب دورًا مهمًا؛ لذا يُفضَّل ممارسة الطيران الشراعي خلال فصلي الربيع والخريف.
تُقام العديد من المسابقات الدولية والمحلية في الطيران الشراعي، من أبرزها بطولة العالم للطيران الشراعي التي تجمع الطيارين من مختلف أنحاء العالم، ومن بين أشهر المشاركين في هذه البطولة، الطيار الكندي ويل جيانت والطيارة السويدية آنا هاغنبرغ، اللذين حققا العديد من الإنجازات في هذا المجال.
تُعد رياضة الطيران الشراعي تجربة فريدة تجمع بين حلم الطيران والإثارة والمغامرة، وتمنح ممارسيها فرصة لإعادة الإتصال بالطبيعة والاستمتاع بحرية الطيران في السماء.