أصبحت مشروبات الطاقة في السنوات الأخيرة جزءًا من نمط الحياة اليومي لدى العديد من المراهقين الذين يتناولونها بهدف زيادة التركيز أو محاربة التعب أو حتى لمجرد مواكبة الموضة لكن ما يغيب عن أذهان الكثيرين هو تأثير هذه المشروبات على الصحة النفسية في هذه المرحلة العمرية الحرجة.
تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من الكافيين والسكر بالإضافة إلى مكونات أخرى، هذه المكونات تؤثر مباشرةً على الجهاز العصبي وقد تعطي شعورًا مؤقتًا بالنشاط والانتباه لكنها في المقابل ترتبط بزيادة القلق والتوتر واضطرابات النوم وهي مشكلات نفسية شائعة بين المراهقين أصلًا.
تشير دراسات حديثة إلى أن الإفراط في تناول مشروبات الطاقة قد يزيد من احتمالية الإصابة بالاكتئاب خاصةً لدى من يعانون من ضغوط دراسية أو عائلية، كما أن هذه المشروبات قد تؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة وتراجع في الأداء الأكاديمي وفقدان القدرة على تنظيم العواطف.
والأخطر من ذلك أن الاعتماد النفسي على مشروبات الطاقة يمكن أن يتحول إلى نوع من الإدمان حيث يصبح المراهق غير قادر على بدء يومه أو التركيز بدونها مما يُعمّق من أزمة الاعتماد على منبهات خارجية بدلًا من بناء نمط حياة صحي ومتوازن.
من المهم أن يكون هناك وعي مجتمعي وأسري ومدرسي بأثر هذه المشروبات وتشجيع الشباب على بدائل صحية مثل: شرب الماء أو ممارسة الرياضة أو تنظيم النوم، جيل الطاقة بحاجة إلى وعيٍ أكثر من كافيين وصحةٍ نفسية أقوى من أي منبّهٍ مؤقت.