سجن صيدنايا تم تشبيه هذا السجن بالثقب الأسود لأنه يخفي أي شيء يخله، فلا يعرف من الداخل إليه ولا من خرج منه.
سجن صيدنايا هو سجنٌ عسكري يقع ضمن حدود العاصمة السوريّة دمشق بالقرب من بلدة صيدنايا، افتُتح سنة 1987. استخدم لاحتجاز آلاف السجناء؛ من المدنيين أو المعارضين للحكومة أو السجناء السياسيين، خلال فترة حكم حافظ الأسد، واستمر حتى حكم ابنه بشار الأسد.
ويُشار إليه بأنّه أكثر سجن سريّةً وقسوةً في سوريا ومن أكثر السجون السيئة في العالم، ويُلقّب السجن بـ "المسلخ البشري" لاشتهاره بفنون التعذيب والقتل والإعدام،
ينقسم هذا السجن إلى ثلاثة أقسام: المبنى الأحمر وهو خاص بالمعتقلين المدنيين من السياسيين والمعارضين للنظام، والمبنى الأبيض وهو خاص بالمعتقلين العسكريين وغالبًا من المنشقين والفارين من الخدمة الإلزامية، وقسم خاص بالنساء.
يتم فيه احتجاز المدنيين لأنهم شاركوا في الاحتجاجات للإصلاح والتي تطورت فيما بعد لإسقاط النظام، ويتم سجن المدنيين بحسب تُهم لم يفعلوها ولا علاقة لهم بها، وبحسب شهادة بعض السجناء، مثل: عمر الشغري ومازن حمادة، يتم تعذيب السجناء بكل أشكال وألوان التعذيب التي لا تخطر على بال البشر، حتى يقوموا بإجبارهم على الاعتراف بجرائم لم يفعلوها.
لم يكن للسجناء أسماء، بل أرقام فقط، حتى من يتم حرمانهم من نطق أسمائهم اسمهم الرقم فقط، ولا يعلم العدد الحقيقي لعدد سجناء صيدنايا، لكن تشير التقديرات إلى أن الأرقام تزيد عن 150 ألفًا فقط في فترة الثورة السورية منذ عام 2011 ولغاية نهاية عام 2024، ولم يخرج من السجن عند تحريره إلا بضعة آلاف يقدر عددهم بما يقارب 7 ألاف سجين أو يزيد قليلًا، ولمعرفة خبايا وأسرار السجن والمعتقلين يحتاج الأمر للعديد من السنوات لإكمال الكشف عن خباياه وماذا حل بالأسرى الذين دخلوا إليه وإلى أين أنتهى مصيرهم.