نبضت القلوب الأردنية بإيقاع مختلف، تصاعدت الأنفاس وتوحدت الدعوات حتى انفجرت الفرحة من كل زاوية ومن كل صدر ومن كل نبضة في القلب الأردني الأصيل.
لقد فعلها النشامى
فعلوها بعرقهم، بروحهم، بإصرارهم، وبقلب لا يعرف الإنكسار.. بفوزٍ ساحق على عُمان، فلم يكن مجرد انتصار كروياُ .. كان انتصارًا للروح، للوطن، للتاريخ.
وفي اللحظة التي سقط فيها المنتخب العراقي أمام كوريا فتحت السماء أبوابها وكأنها تبكي معنا فرحًا… فرحًا اجتمع عليه الكبير والصغير، ومن كانوا في الشوارع، ومن ظلوا خلف الشاشات، من لم تغمض لهم عين منذ لحظة الإعلان " الأردن في كأس العالم ".
نعم، كان الجميع ينتظر، والجميع حلم، والجميع استحق هذه اللحظة، التأهل جاء من أقدام صادقة، ومن قلبٍ لا يعرف التراجع…
جاء من قدم علي علوان، من تلك اللمسة التي حملت في طياتها كل شغف الأردن، كل حلم طفل، وكل دمعة أم.
علي لم يسجل فقط… علي كتب فصلاً جديدًا في روايتنا الجميلة.
كان صامتًا، لكن أهدافه كانت بصوت الوطن كله، كان واثقًا، وكان كبيرًا بحجمه، بعطائه، بوقوفه كالسيف، وبتمرّده الجميل في وجه كل المستحيل.
نعم، علي علوان، ترك بصمته، ترك أثره، ترك الوطن يزهر في عيوننا من جديد، الشوارع امتلأت بالزغاريد والدموع بللت وجوهًا عاشت لحظات طويلة من الترقب، وما أجملها من لحظة… لحظة اختلط فيها الفرح بدموع العيد.
نعم، أصبح العيد عيدين… عيد الأضحى، وعيد التأهل.
عيد للفرحة التي جاءت قبل وقتها، لتسبق تكبيرات العيد بزغرودة وطن.
من قلب الأردن، من كل بيت، من كل قلب، نقولها بصوت واحد:
رفعتم الرأس … يا أبطال.
اليوم… نحن لا نفرح فقط بكرة قدم، بل نفرح بوطن حيّ لا يموت، بوطن لا يرضى إلا بالمكانة التي يستحقها.
المونديال ينادينا…
والأردن يرد: أنا لها.