تتميز مدينة أم قيس بتاريخها الغني وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي جعلها مركزًا تجاريًا وعسكريًا مهمًا على مر العصورتاريخيًا.
وتعتبر أم قيس جزءًا من مواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو وتستقطب السياح والمسافرين من مختلف الثقافات والخلفيات.
مدينة أم قيس هي إحدى المدن التاريخية المهمة في الأردن، وتقع في أقصى شمال غرب البلاد عند الحدود مع فلسطين.
كانت أم قيس مدينة رومانية مزدهرة تُعرف باسم جدارا في العصور القديمة وقد كانت واحدة من المدن العشرة التي تشكلت في إقليم الدكان، وهو إقليم روماني قديم يقع في شمال الأردن الحالي.
استمرت أم قيس كمركز ثقافي وتجاري مزدهر حتى القرن الثالث الميلادي، وتعرضت للعديد من الصراعات والغزوات على مر العصور.
اسم ام قيس مشتق من كلمة عثمانية و هي مكوس التي تعني الضرائب , حيث سميت بهذا الاسم حديثا وتشتهر أم قيس بأبنيتها وشوارعها ومسارحها وحماماتها.
كما تتميز مدينة أم قيس بأسواقها المتعددة وبواباتها وكنائسها وأضرحتها المذهلة بالإضافة إلى النفق الذي يُجسد الذكاء في هندسة الري.
وتشتهر بآثارها الرومانية الهامة والتي تشمل مسارح ومعابد وحمامات عامة ومنازل محفوظة بشكل جيد. كما تقدم المدينة إطلالات خلابة على الجبال المحيطة والوديان الخضراء،مما يجعلها وجهة سياحية محببة للزوار.
و من اثارها الرومانية الهامة متحف ام قيس و هومتحف داخل الموقع الأثريّ في بيت الروسان التراثيّ، ويعود تاريخ بناءه إلى نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، وتمَّ استكمال بنائه في أواخر الفترة العثمانية، وفي عام 1990م تم ترميمه بالتعاون بين دائرة الآثار العامة والمعهد البروتستانتي الألماني، ويحتوي المتحف على عدد من القاعات، وتعرض هذه القاعات مجموعة من الاثار العالمية التي ترجع الى الفترة الهلنستية والى الفترة الإسلامية.
ومن المواقع الاثرية في المدينة مسارح ام قيس, حيث تضم ام قيس مسرحان, المسرح الشمالي وهو اكبر مسارح المدينة الذي يمكن رؤيته من راس تلة قريب من المتحف , و المسرح الثاني المسرح الغربي الذي بني من حجر البازلت الأسود.
وهنالك ايضا نافورة نيمغايوم, و هي نافورة ذات مشهد خلاب و جذاب لها أحواض مزينة بتماثيل رخامية صغيرة, و يقال ان النافورة هي النصب التذكاريّ الذي كُرس لآلهة المياه القديمة.
إلى جانب الآثار الرومانية، تحتوي أم قيس أيضًا على مواقع تاريخية أخرى مثل القلاع العثمانية والمساجد الإسلامية القديمة، مما يعكس تأثيرات مختلفة على تاريخها وهويتها الثقافية.
ويتوافد الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجربة السياحة الثقافية والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة في أم قيس.
وتعد المدينة مركزًا للحضارة والتاريخ في الشرق الأوسط وتمثل محطة مهمة على خريطة السياحة الثقافية في المنطقة.