يقع
معبد خربة التنور شمال الطفيلة بنحو 27كم على قمة جبل التنور الوعر على جانب
الطريق الملوكي بين محافظتي الطفيلة والكرك، والتي يطلق عليها طريق تراجان.
وكان
اكتشاف المعبد في العام 1937 من قبل عالم الآثار نلسون جلوك خلال رحلاته إلى
المنطقة في الثلث الأول من القرن العشرين.
ويطلق
على المعبد النبطي اسم خربة التنور لمجاورته لجبل يبدو أنه بركاني يتميز بقمة
واحدة سوداء، تشبه تربته ما يتبقى من تربة سوداء حول الفرن، لذلك اكتسب هذه
التسمية المحلية.
وتاريخ
بناء معبد التنور النبطي مصدر خلاف، حيث يرى عالم الآثار الألماني أولبرايت أن
تاريخ بناء هذا المعبد يعود إلى (25 ق.م – 125م)، فيما رجح عالم الآثار هاردنج
تاريخ بناء المعبد ما بين القرنين الأول قبل الميلاد والأول الميلادي.
ووفق
الباحث التاريخي سليمان القوابعة في كتابه "الطفيلة"   فإن
نلسون جلوك رأى أن المرحلة المبكرة من بنائه تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد،
بينما تعود المرحلة الثانية إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد، حيث عثر على نقش
من بقايا المعبد يدل على أن تاريخه يعود إلى السنة الثانية من حكم الحارث الرابع
أي (السنة السابعة قبل الميلاد)، أما المرحلة الثالثة للبناء فرجحها إلى بداية
القرن الثاني الميلادي.
ويعتبر
الموقع بأنه برج قائم يقع فوق شعاب واديين هما وادي الحسا و وادي اللعبان في الجهة
الشمالية من مدينة الطفيلة ويطل إطلالة سحيقة على سد التنور الذي سمي باسم تلك
المنطقة التاريخية التي تحكي قصص الماضي أيام الأنباط، عندما امتدت أراضيهم إلى
مناطق عديدة في الجنوب فشملت عدة مواقع منها خربة التنور.
كما
أن موقع خربة التنور المنيع يقع على قمة جبل يُصعد إليه بصعوبة أغناها عن إيجاد
التحصينات حولها حيث عمل ارتفاع الموقع على القمة الاستراتيجية التي تطل على كل
الأمكنة حوله بمثابة التحصين الطبيعي لها، فاختيار الموقع بهذا الشكل مدروس بعناية
دقيقة.
ويشير
القوابعة إلى أن الأنباط نقلوا الصخور الكلسية الكبيرة إلى موقع المعبد رغم وعورته
حيث يفتقر أصلا لمثل تلك الحجارة ونحتوا منحوتاتهم وآلهتهم وزخرفوا حجارتهم بعناية
فائقة باستخدام الأزميل كما استطاعوا إيجاد شوارع مبلطة ونحت أعمدة إسطوانية بكل
دقة.