إذا صادف وجود ورقة بيضاء أمامك وقلم وقت شرود ذهنك فستجد أنّ الورقة امتلأت برسوم وأشكال فنّيّة ستنال إعجابك، فهذه الرسوم تسمّى الماندلا.
الماندلا أو كما يسمّى (فن البهجة) عبارة عن دائرة تتكرّر فيها الأشكال الهندسيّة والدّوائر، ولا يتطلّب هذا الفنّ أيّ دراسة أو موهبة فنّيّة. إنّ الماندلا رموز استخدمها الهندوسيّون والبوذيّون، وقد بدأ هذا الفنّ في منطقة بالهند تدعى (التّبت) ثمّ انتشر إلى كثير من الدّول حول العالم كما رأيناهُ جليًّا في النّقوش العربيّة والأندلسيّة.
أمّا بالنّسبة لتسميته بفنّ البهجة؛ فسمّي بذلك لأنّه فن يدخل إلى النّفس الفرحة والسرور، لذلك ثبت علميًّا أنّ الماندلا قادرة على معالجة التوتر والقلق الناتج عن ضغوطات الحياة.
بعد الانتهاء من الرّسم، تأتي المرحلة الأكثر جمالية وهي التّلوين الّتي ستطلقُ فيها عنانَ أفكارك وكلَّ أحاسيسك، وإذا أحضرنا نفس اللوحة لعدة أشخاص فستجد أنَّ كل شخص يلونها حسب ذوقه وأفكاره ونظرته للحياة، فسترى أنّ أوجه التّشابه بين اللّوحات قليلة.
الماندلا ستعلمنا الكثير فعند التخطيط للرسم نتعلم أنَّ أمور الحياة بحاجة إلى تخطيطٍ مسبق، وعند التأني في رسم الدوائر والأشكال الهندسية نتعلم الصّبر، وعند تأملك للوحة ماندلا تجدُ دوائرها متساوية وخطوطها متناسقة وهذا يعلمكَ التأمل في خلق الله سبحانه وتعالى المتناغم كما في قوله عزّ وجلّ: ﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ﴾ (الملك: ٣).