العُلا
إحدى مناطق المملكة العربية السعودية وأهم الوجهات السياحية فيها و تتبع لإمارة
المدينة المنورة ، وهي عاصمة الأنباط الثانية قديمًا ، مناخها قاري حار صيفًا
وبارد شتاءً يَتبع لها  300 قرية تقريبًا.
سُميت
العُلا بهذا الاسم ؛ نظرًا لوجود عينان من الماء العذب و هما المعلق وتدعل ، و على
منبع المعلق يوجد نخلات شاهقات العلو يُطلق عليها اسم العلي.
تنتشر
في العُلا الواحات الخضراء، والجبال الشاهقة من الأحجار الرملية ، ومواقع ثقافية
قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين ، و إلى الحضارات القديمة التي سكنت المنطقة ومنها
حضارتي دادان ولحيان.
وتعتبر
الحجر بمثابة الموقع الأكثر شهرة في محافظة العُلا، وهي أول مواقع المملكة العربية
السعودية المسجّلة في قائمة التراث العالمي لليونسكو ، وتحتوي العُلا على مئات
النقوش الأثرية التي يعود تاريخها إلى الحضارات الصفوية والآرامية والثمودية
والإغريقية واللاتينية.
تقع
مدينة العُلا بين جبلين كبيرين ضمن وادي خصب التربة ، تُزرع فيه النخيل والحمضيات
والفواكه بجميع انواعها ، تتوفر فيه المياه الجوفية على مسافات قريبة على الرغم
من  شح الأمطار في هذا المنطقة.
يعتمد
أهل منطقة العُلا بشكل رئيسي على الزراعة وذلك لعدة أسباب أهمها خصوبة أرضها ووفرة
مياهها وكثرة العيون التي تجري فيها.
وزعت
مياه العيون في العُلا قديمًا وفق نظام للري منظم ، بحيث كانت  تتوزع على أهل
المنطقة من قبل مجلس خصص لذلك ، وتسمى كل حصة بـ الوجبة والوجبة هي أربع وعشرون ساعة،
ونصف الوجبة وهي إثنى عشر ساعة، ويكون نصيب كل شخص حسب ما يملكه من مساحة زراعية
ويستعينون بتوزيع  الحصص بالساعة الشمسية أو الطنطورة كما كانت تسمى قديماً ،
حل محل ذلك كله الآبار الارتوازية وطرق الري الحديثة ، وقد عَمل أهل العُلا بزراعة
الخضروات والحبوب بأنواعها والفواكه ، كما اشتهرت بزراعة الحمضيات والنخيل.
يعمل
الكثير من خبراء الآثار والمختصين حاليًا على توثيق المواقع الأثرية الموجودة في
منطقة العُلا ، وذلك من أجل تطويرها وتحقيق الاستدامة فيها ، ولتمكين الزوار
والسياح من التعرف على إرثها الثقافي ، وعلى الحضارات العربية القديمة التي تعاقبت
على أرض العُلا.