أن ترى الحياة بعين صحفي، يعني أن ترى التفاصيل الصغيرة التي يغفل عنها الآخرون، أن تسمع الأصوات الخافتة خلف ضجيج الواقع، أن تلحق وراء الحقيقة، وأن تكتب بما يلامس القلوب لا بما يُملى على الورق.
في عالَم الصحافة، لا يمر حدث دون معنى ولا يضيع شعور دون توثيق، فالصحفي الحقيقي لا ينقل فقط ما يرى، بل يترجم الحياة نفسها إلى كلمات، بنزاهة وأخلاق عالية.
بالنسبة لي كطالبة صحفية تخطو أولى خطواتها في هذا العالم الساحر، لم تكن الصحافة مجرد تخصص أكاديمي، بل كانت نقطة
تحوّل غيّرتني، علّمتني كيف أرى العالم من زوايا جديدة، كيف أبحث عن الحقيقة، وكيف أكتب لأجل الناس لا لأجل المجد.
تعلمت أن وراء كل خبر هناك إنسان، ووراء كل تقرير، هناك قصة تستحق أن تُروى، شعرت أنني أعيش كل يوم بروح جديدة ووعي أكبر، الصحافة لم تكن يوما مهنة فقط، بل طريقة للحياة.
وما زاد من جمال هذه الرحلة، هو الدفء الذي أشعر به وسط الفريق الذي أتعلم معه كلنا كعائلة واحدة نضحك معًا، نتعلم معًا، وندعم بعضنا البعض في كل خطوة، وبيننا كانت هناك شعلة النور، مدربتنا العظيمة، التي لم تكن مجرد معلمة، بل أختًا وأمًّا قبل كل شيء، تؤمن بنا، تُلهمنا، وتُعاملنا بحب لا يُنسى، تزرع فينا الشغف وتعلّمنا أن الصحفي لا يُولد بل يُصنع من الإصرار، والتعلُّم، والإنسانية.
في النهاية، أدركت أن الصحافة لا تغيّر الواقع فقط، بل تغيّر الصحفي نفسه أولاً.
ومنذ أن أصبحت أرى الحياة بعين صحفي أصبحت أعيشها بمعنى أعمق.