غالبًا ما سمعت بهذا الاسم "إسحاق نيوتن" أو الرجل صاحب القوانين الثلاث أو مكتشف الجاذبية ومخترع التفاضل والتكامل وغيرها الكثير من الاكتشافات والإنجازات والألقاب هذه هي الصورة التي رُسمت عن نيوتن لقرون عدة لكنني هنا لأكشف ستار الحقائق وما أُخفي من معلومات عنه لسنين وما خفي كان أعظم.
بدايةً اتهامه بسرقة اكتشاف التفاضل والتكامل من العالم الألماني غوتفريد لايبنتز الذي نشر أفكاره عن التفاضل والتكامل بين عامي 1684 و1686 عندما نشر لايبنتز أفكاره اتهمه نيوتن بالسرقة لكن المجتمع العلمي اليوم يعترف بأن الاثنين توصّلا إلى الاكتشاف بشكل مستقل وقد حاول إسحاق نيوتن طمس فضل لايبنتز بشكل كبير.
وقانون الجاذبية إذ أن هناك أفكار مشابهة عن الجاذبية والكون سبقته مثلًا عند غاليليو غاليلي وكبلر وحتى العالم العربي البيروني الذي ناقش أفكار الجاذبية وقال إن كل جسم له "ميل" نحو مركز الأرض نيوتن طوّر هذه الأفكار ووضع القوانين الرياضية لكنه استفاد من أعمال روبرت هوك (عالم إنجليزي) وهوك هو من قال إن الأجسام تجذب بعضها نيوتن رفض إعطاء هوك أي فضل واعتبر نفسه وحده واضع القانون.
وفي علم البصريات والضوء درس نيوتن الضوء وطيف الألوان لكن المؤرخين أكدوا أن هوك وديكارت والعالم ابن الهيثم سبقوه بأفكار عن انكسار الضوء وتكوينه فقد استفاد نيوتن من كتاب "المناظر" لابن الهيثم والذي كان مترجمًا إلى اللاتينية وكان مرجعًا أساسيًا للعلماء في أوروبا هوك تحديدًا اتهم نيوتن بأنه أخذ أفكاره ونسبها لنفسه وكان نيوتن شديد العداء له.
أما في علم الميكانيكا وقوانين الحركة أو ما يُعرف بقوانين نيوتن الثلاث والتي أصبحت أساس الفيزياء الكلاسيكية لكن في الواقع أجزاء من هذه القوانين كانت موجودة مسبقًا عند غاليليو (القانون الأول – القصور الذاتي) وعند ابن سينا، الذي له كتاب "الشفاء والنجاة"، وفيه شرح لمفهوم القصور الذاتي قبل أن يقول به غاليليو ونيوتن بقرون عدة قال ابن سينا: "تقاوم الحركة بقوة خارجية، وتبقى مستمرة بلا نهاية" وهو تقريبًا ما ينص عليه قانون نيوتن الأول وإن اختلفت الصياغة كذلك عند هوك وآخرين جمع نيوتن هذه الأفكار وصاغها بشكل رياضي أنيق لكنها لم تكن كلها "من الصفر".
باختصار كان نيوتن شديد الذكاء والفطنة لكنه في المقابل كان شديد الأنانية كان يطوّر أفكار الآخرين ويعيد صياغتها، ويدّعي أنه اكتشفها من الصفر ويطمس فضل العلماء الآخرين، وبالذات قضية التفاضل والتكامل.