تلوحين لي من بعيد...
 وهذا يعني أنكِ تعرفينني، لكنني لا أعرفك بعد...
أأنتِ من ستمنحني الفرح، أم من ستسقيني شيئًا من الحزن والتعاسة؟ 
أراكِ تقتربين، وبداخلي شيء من الرهبة... 
رهبة من المجهول الذي تحملينه بين يديك.
أرى في يدك كتابًا أسود وأبيض... ملامحه غامضة...
 لا أدري: أهو كتاب؟ أم دوامة ستسحبني إلى عالم لا أعرف أين يبدأ ولا كيف ينتهي؟ 
أحاول أن أتحرك، أن أتراجع، أن أهرب... لكنني لا أزحزح قدمي من مكاني.
تأتين إليّ ببسمة واضحة، لكنها ليست بريئة تمامًا. 
أرى خلفها شيئًا من المعاناة، من التعب الذي لا يُروى، ومن الأيام التي سأعيشها، محملة بالكثير من المفاجآت.
تقتربين، وما بيننا سوى خطوة واحدة، فلا مجال للهروب؛ إما أن أدخل في عالمك، أو أتراجع وأنسى تعب السنوات الإحدى عشرة الماضية التي عانيت فيها.
أنظر في عينيك فأرى الكثير ينتظرني، بشر غرباء، أيام ستبدأ ولن تنتهي، ليالٍ أسهرها بجانب قهوتي وأغانٍ أستمع إليها بصوت الحسرة. 
أرى أيامًا ستمضي كالعواصف، وأخرى كنسيم هادئ. 
رفعت رأسي وأخذت نفسًا عميقًا، وقلت لنفسي: تعالي إليّ، فأنا مستعدة لكل ما سأواجهه من مفاجآت، من اختبارات، من أحلام، من تعب وتعلم، ومن اشتياق للمدرسة التي تربيت فيها. 
مرحبًا بكِ أيتها المرحلة الجديدة، تعالي بثقلكِ وخيركِ، فأنا لم أعد تلك التي تخاف البدايات.