يُعد شهر رمضان المبارك من أهم الشهور في العالم الإسلامي، حيث يحمل طابعًا دينيًا وروحانيًا خاصًا، وفي الدول العربية تختلف العادات والتقاليد المرتبطة بإستقبال هذا الشهر الكريم وفقًا للثقافات المحلية، لكنها تجتمع جميعها على قيم الترحيب والبهجة والإحتفاء بهذه المناسبة العظيمة.
تبدأ الإستعدادات لإستقبال شهر رمضان قبل حلوله بعدة أسابيع، حيث تتزين الشوارع والمنازل بالفوانيس الرمضانية والأضواء الملونة، كما تنشط الأسواق لبيع التمور والمكسرات والمواد الغذائية الأساسية التي تُستخدم في إعداد وجبات الإفطار والسحور في بعض الدول، مثل مصر وسوريا ولبنان، يُقبل الناس على شراء الفوانيس التقليدية التي يضيئون بها منازلهم تعبيرًا عن فرحتهم بقدوم الشهر الفضيل.
لا تزال بعض الدول العربية تحتفظ بعادة "مدفع الإفطار"، حيث يُسمع صوت المدفع قبل أذان المغرب مباشرةً ليعلن موعد الإفطار، وهي عادة قديمة نشأت في مصر وانتشرت إلى بلدان أخرى مثل السودان وسوريا والأردن، كما لا يزال "المسحراتي" يقوم بجولاته في بعض المناطق لإيقاظ الصائمين للسحور من خلال ضرب الطبل أو إنشاد الأناشيد الدينية.
في معظم الدول العربية، يُعد الإفطار مناسبة إجتماعية تجمع أفراد العائلة حول مائدة واحدة، وتختلف الأطباق التقليدية بين الدول، ففي الخليج العربي تحضر الأطباق مثل الهريس والثريد، بينما تشتهر المائدة المصرية بالكشري والملوخية، أما في بلاد الشام فتجد الفتوش والتبولة.
تُحيي الدول العربية ليالي رمضان بأداء صلاة التراويح في المساجد، حيث تمتلئ بالساعين إلى نيل الأجر والثواب، كما تُقام جلسات دينية ودروس قرآنية بعد الصلاة، بالإضافة إلى موائد الرحمن التي تُنظم في الشوارع لإطعام المحتاجين والمساكين.
في بعض دول الخليج، مثل الكويت والسعودية والإمارات، يحتفل الأطفال بليلة "القرقيعان"، حيث يرتدون الملابس التقليدية ويجوبون الأحياء للحصول على الحلوى والمكسرات من الجيران أما في العشر الأواخر، فتكتسب ليالي القدر أهمية خاصة، حيث يحرص المسلمون على الإعتكاف والعبادة طلبًا للرحمة والمغفرة.
مع إقتراب نهاية رمضان، تبدأ التحضيرات لإستقبال عيد الفطر، حيث تُجهز الحلويات مثل الكعك والمعمول، وتُشترى الملابس الجديدة، وتُجهز العيديات للأطفال، ليكون العيد امتدادًا للفرحة التي يعيشها المسلمون طوال الشهر الكريم.
رغم اختلاف العادات والتقاليد بين الدول العربية، فإنها جميعًا تحمل في طياتها روح المحبة والتكافل، وتعكس مكانة رمضان الخاصة في قلوب المسلمين.