اللغة ليست فقط ما يتحدث به الفرد، بل هي ثقافة الفرد فنٌ وأدب وشعر، فهي هوية الفرد في العرب منذ آلاف السنين، حيث اشتهروا بفصاحتهم ولسانهم وشعرهم وأدبهم الذي يتميزون فيه إلى وقتنا الحاضر، وما ساعدهم على هذا الإبداع والتميز إلا اللغة العربية، حتى إن اسمهم عرب نسبة إلى اللغة عربية. فالعرب مرتبطون ارتباطًا كاملًا باللغة العربية، والحضارة العربية هي الوحيدة التي ما زالت لغتها مرتبطة بها ولم تتغير إلى اليوم ومن أهم فروع ارتباط اللغة العربية بالحضارة:
القران الكريم: قال تعالى {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قرآنًا عربيًا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف:2]، اختار الله اللغة العربية أن تكون لغة القرآن الكريم، ونزل القرآن الكريم كمعجزة لأهل العرب أهل الفصاحة والبلاغة، وفي هذا الوقت كان العرب يتفاخرون بفصاحتهم وشعرهم ليأتي قوله تعالى:{قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ} (سورة هود)، وقوله تعالى: }وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ{ (سورة البقرة 23)، في تحدٍ لهم بإعجاز القرآن الكريم في اللغة العربية، ولذلك جعل الله هذه اللغة قرآنًا يتلى إلى يوم القيامة.
الآدب والشِعر: قال أمرؤا القيس
دَيمَةٌ هَطلاءُ فيها وَطَفٌ طَبَّقَ الأَرضَ تُجَرّى وَتُدِر
تُخرِجُ الوِدَّ إِذا ما أَشجَذَت وَتُواريهِ إِذا ما تَشتَكِر
وَتَرى الضَبَّ خفيفًا ماهِرًا ثانيًا بُرثُنُهُ ما يَنعَفِر
وَتَرى الشَجراءَ في رَيِّقِهِ كَرُؤوسٍ قُطِّعَت فيها الخُمِر
أهمية الشعر في الثقافة العربية لا تنتهي، فالشعر والبلاغة الشعرية هو ما كان يمتاز ويتفاخر به العرب، وما زال الشعر رمزًا للبلاغة حتى يومنا هذا، ويتنافس الشعراء في بلاغتهم الشعرية.
التاريخ والشهادة: تعتبر اللغة العربية أداة وسيلة لتوثيق الأحداث التاريخية وحياة الشعوب العربية التي اندثرت، وكان التوثيق عادةً في الشعر العربي، وهذا ما يساعد في الحفاظ على التراث العربي في الأمم السابقة.
الفن والجمال: وتتميز اللغة بالفن والجمال والبلاغة، حيث يتم استخدام اللغة بطريقة جمالية تعبر عن المشاعر والأفكار.
قصص و روايات: إن أهمية القصص والروايات في اللغة العربية تكمن في قدرتها على نقل القيم الثقافية والأخلاقية، بالإضافة إلى تعزيز مهارات القراءة والكتابة لدى الأفراد. كما تساهم في توسيع خيال القراء وفهمهم للعالم من حولهم من خلال تجسيد التجارب الإنسانية المختلفة. وأيضًا، تعتبر وسيلة فعالة للحفاظ على التراث الأدبي العربي ونقله للأجيال القادمة.
اللغة تمثل شعبًا وحضارة وثقافة، فكم من حضارة اختفت مع اختفاء حكمها ومن يحفظها، وكم من تاريخ مجهول بسبب عدم فهم لغة الأقوام والحضارات التي اندثرت واندثرت معها لغتها، فاللغة هي لسان المتحدث عن الحضارة وشعبها.
هل في يوم من الأيام سنرى أحفاد العرب يتحدثون بلغة غير العربية؟