التنمر هو سلوك غير مقبول اجتماعيًا، يتضمن استخدام العنف اللفظي أو الجسدي أو السلوكيات الضارة لإيذاء شخص أخر، يمكن أن يحدث التنمر في مختلف السياقات، مثل: المدارس، ومكان العمل، والأماكن العامة، وغيرها.
يتسبب التنمر في ضرر نفسي وعاطفي للأفراد، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية، عقلية، واجتماعية خطيرة يجب على المجتمعات والمؤسسات العمل على تعزيز الوعي بضرر التنمر واتخاذ خطوات لمنعه ومكافحته، ويشمل ذلك تعزيز ثقافة الاحترام والتسامح وتعليم الناس عن كيفية التعامل مع المتنمرين بطرق بناءة وغير مؤذية.
التنمر على الأطفال والمراهقين يمثل ظاهرة خطيرة تؤثر على صحتهم النفسية والاجتماعية بشكل كبير، ويمكن أن يحدث التنمر في المدارس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الأماكن العامة، ويتمثل التنمر في استخدام الكلمات السلبية، التهديدات، العنف الجسدي، أو الاستبعاد الاجتماعي لإيذاء الأخرين وإلحاق الضرر بهم.
تتركز أثار التنمر على الأطفال والمراهقين في تدهور الثقة بالنفس، والإحساس بالعزلة، وزيادة القلق، والاكتئاب، ويمكن أن يؤدي إلى التراجع الأكاديمي، والتغيب عن المدرسة، وحتى الانتحار في بعض الحالات الشديدة منها.
للحد من التنمر، يجب على المجتمعات والمدارس العمل على تعليم الأطفال والمراهقين حول أهمية التعامل الإيجابي مع الأخرين. يتطلب الامر أيضا مشاركة الاهل والمعلمين في الكشف المبكر عن التنمر والتدخل لوقفه بفعالية، بالإضافة إلى تقديم الدعم النفسي لهم.
والدعم النفسي للأطفال والمراهقين الذين يتعرضون للتنمر؛ يلعب دورًا حاسمًا في مساعدتهم على التعامل مع التجارب الصعبة التي يمرون بها. ومن بعض النقاط المهمة حول الدعم النفسي في حالات التنمر: أنه يجب تقديم دعم عاطفي مثل: الاستماع إليهم بدون انتقاد، وتقديم الدعم والتشجيع على التحدث عن مشاعرهم، وتعزيز العلاقات الاجتماعية مع الأقران والمجتمع المحيط للمساعدة في التغلب على العزلة والانفصال الاجتماعي الناتج عن التنمر، وتقديم النصائح والتوجيه لضحايا التنمر حول كيفية التعامل مع المواقف الصعبة والتصرفات الإيجابية التي يمكنهم اتخاذها، ويجب على المدارس والأهل التدخل بسرعة لوقف التنمر وحماية الأطفال والمراهقين من المزيد من الأذى، وفي بعض الحالات قد يكون من الضروري تقديم الدعم النفسي من قبل متخصصين، مثل: الاخصائيين النفسيين أو الاخصائيين الاجتماعيين للتعامل مع الآثار النفسية العميقة للتنمر.
الدعم النفسي يساعد الأطفال والمراهقين على استعادة ثقتهم بأنفسهم وتعزيز قدراتهم على التعامل مع المواقف الصعبة، مما يساهم في الحد من تأثيرات التنمر عليهم.
يجب أن نعمل جميعًا معًا على إنهاء ظاهرة التنمر بكل أشكالها. وعلينا أن نبي مجتمعًا يستند إلى الاحترام المتبادل والتسامح، حيث يشعر كل فرد بالأمان والاحترام. 
ومن خلال التوعية والتدريب على مهارات التعامل الإيجابي يمكننا أن نحقق تغييرًا حقيقيًا في حياة الأطفال والمراهقين وحتى البالغين ونبني مستقبلًا يسوده الود والتعاون، إن العمل المشترك لمنع التنمر يعزز الأمل في مجتمع أكثر إنسانية وسلامًا، حيث يمكن للجميع أن يشعروا بالانتماء والاحترام المتبادل.