يُعتبر يوم الاستقلال الأردني، الذي يُصادف 25 أيار من كل عام، من أبرز المحطات الوطنية في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية، ففي هذا اليوم من عام 1946 أعلن الأردن رسميًا تحرره من الانتداب البريطاني، لتبدأ مسيرته كدولة مستقلة ذات سيادة بقيادة الملك المؤسس عبد الله الأول ابن الحسين.
لم يكن الاستقلال وليد لحظة عابرة، بل جاء نتيجة جهود طويلة ناضل فيها الأردنيون بقيادة الهاشميين من أجل نيل حقوقهم وبناء وطن مستقل، فعقب الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي ضد الحكم العثماني، أصبح للأردنيين طموحٌ واضح في إقامة دولة عربية حرة، ومع تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921 بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين، بدأت ملامح الدولة تتشكل، لكن تحت وصاية الانتداب البريطاني الذي فرض قيودًا على القرارات السياسية والاقتصادية.
استمرت المساعي الدبلوماسية الأردنية طيلة عقدين من الزمن للوصول إلى الاستقلال الكامل، وقد تُوجت هذه الجهود في 22 آذار 1946 عندما وافقت الحكومة البريطانية على الاعتراف باستقلال الأردن، ليُعلن الاستقلال رسميًا في جلسة البرلمان الأردني بتاريخ 25 أيار 1946، حيث بايع الأمير عبد الله ملكًا على البلاد بلقب "صاحب الجلالة ملك المملكة الأردنية الهاشمية".
يحمل الاستقلال الأردني معاني عميقة تتجاوز الجانب السياسي، فهو رمز لتلاحم الشعب والقيادة في مواجهة التحديات وللتضحيات الكبيرة التي قدمها الأجداد من أجل بناء وطن يحمي الكرامة والحرية، كما مثّل نقطة الانطلاق نحو بناء دولة حديثة ذات مؤسسات دستورية، وشهد الأردن بعدها مسيرة تنموية واسعة في مختلف المجالات من التعليم والصحة إلى الاقتصاد والبنية التحتية.
اليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود على الاستقلال، يواصل الأردنيون الاحتفال بهذه الذكرى سنويًا مؤكدين اعتزازهم بقيادتهم الهاشمية وبوطنهم الذي استطاع الاستقلال والتطور رغم محدودية الموارد والتحديات الإقليمية والدولية أن يحافظ على استقراره وصموده، إن ذكرى الاستقلال ليست مجرد احتفال؛ بل هي محطة لتجديد العهد والولاء للوطن وللعمل المشترك من أجل مستقبل أكثر إشراقًا.