مع اقتراب العطلة الصيفية يبرز دور الأسرة كعاملٍ أساسي في توجيه الأطفال واستثمار هذا الوقت الطويل والمفتوح فيما يعود عليهم بالفائدة والمتعة فالعطلة ليست مجرد راحة من الدراسة؛ بل هي فرصة حقيقية لتعزيز جوانب شخصية الطفل وتنمية مهاراته وصقل مواهبه وبناء ذكريات جميلة تظل راسخة في ذهنه لسنوات طويلة.
من أبرز الأدوار التي يمكن أن تلعبها الأسرة خلال العطلة الصيفية تنظيم وقت الأبناء ومنعهم من قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات، فمع تطور التكنولوجيا وزيادة الاعتماد على الهواتف والأجهزة اللوحية أصبح كثير من الأطفال عرضة للعزلة والكسل والانفعالات الزائدة ما يستدعي من الوالدين وضع جدولٍ متوازنٍ يشمل أنشطة ترفيهية ورياضية وثقافية تنقل الطفل من حالة الركود إلى النشاط ومن الاستهلاك السلبي إلى التفاعل الإيجابي مع محيطه.
كما تمثل العطلة الصيفية وقتًا مناسبًا لاكتشاف ميول الأطفال ومواهبهم الكامنة ما يمكن للأسرة تسجيلهم في دورات صيفية متنوعة تشمل الفنون والموسيقى واللغات والبرمجة وغيرها من المجالات التي تساعدهم على بناء شخصيات مستقلة وتغرس فيهم الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.
ولا يمكن إغفال أهمية الرحلات العائلية وزيارة الأقارب والأماكن الثقافية والسياحية فهذه التجارب تُعد من أهم الوسائل التي تعزز العلاقات الأسرية وتوسع أفق الطفل وتمنحه تجارب واقعية يتعلم منها بطريقة غير مباشرة.
ومن الجوانب التي يجب أن تحرص عليها الأسرة خلال العطلة الصيفية ترسيخ بعض القيم الأساسية في نفوس الأطفال مثل احترام الوقت وتحمل المسؤولية والمشاركة في الأعمال المنزلية، والعمل التطوعي فهذه القيم إذا غُرست في وقت الفراغ تصبح جزءًا من شخصية الطفل ولا يشعر بها كعبء أو واجب مفروض بل كممارسة طبيعية يتربى عليها منذ الصغر.
وتُعد القراءة واحدة من الأنشطة التي ينبغي للأسرة أن تُشجع أبناءها عليها خلال العطلة الصيفية فهي لا تنمي خيال الطفل فحسب بل تطور قدرته على التعبير وتعزز ثقته بنفسه وتزيد من حصيلته اللغوية والفكرية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص ركنٍ للقراءة في المنزل أو اصطحاب الأطفال إلى المكتبات العامة أو المعارض الثقافية لتصبح القراءة عادة مستمرة لا تقتصر على فصلٍ دون آخر.