يعد الفطر من الكائنات الحية التي تنتمي إلى مملكة الفطريات وهو يختلف عن النباتات والحيوانات في بنيته البيولوجية، يتميز الفطر بتنوعه الكبير حيث يشمل العديد من الأنواع التي تتفاوت في أشكالها واستخداماتها وقد يكون بعضها صالحًا للأكل في حين أن بعض الأنواع الأخرى سام للغاية.
الفطر ليس نباتًا بل هو كائن حي ينتمي إلى مملكة الفطريات ويتميز بنموه بشكل غير تقليدي، يتكون الفطر بشكل أساسي من ثلاثة أجزاء رئيسية:
الهوبيور (الميكوريزا): هو الجزء الذي يرتبط بالأرض أو بالخشب يتكون من شبكة من الخيوط الدقيقة تسمى "الخيوط الفطرية" أو "الميكوريزا"، وهي المسؤولة عن امتصاص المغذيات من البيئة المحيطة.
الكمأة أو السطح المثمر: هو الجزء الذي يظهر فوق سطح الأرض ويكون عادة على شكل قبعة أو رأس هذا الجزء هو الذي يحمل الأبواغ ويقوم بتكاثر الفطر.
الأبواغ: هي الأجزاء المسؤولة عن تكاثر الفطر يتم إفراز الأبواغ من سطح الكمأة أو القبعة وعندما تنتقل إلى بيئة مناسبة تنمو لتشكل فطرًا جديدًا.
يبدأ نمو الفطر من الأبواغ التي تندمج مع البيئة المحيطة، مثل: التربة أو المواد العضوية المتحللة بعد انتقال الأبواغ إلى بيئة مناسبة، تبدأ في التفاعل مع المحيط لتشكيل شبكة من الخيوط الفطرية التي تمتد عبر التربة أو المواد العضوية وعندما تكون الظروف مناسبه، تنمو الفطريات فوق سطح الأرض لتشكل الجسم المثمر، وهو الفطر الذي نراه.
الفطر يحتوي على العديد من الأنواع التي تتفاوت بشكل كبير في خصائصها وخاصة فيما يتعلق بالسُميّة يمكن تقسيم الفطر إلى نوعين رئيسيين: الفطر الصالح للأكل، والفطر السام.
الفطر الصالح للأكل يتميز بعدد من الخصائص التي تجعله آمنًا للاستهلاك البشري ومن أبرز أنواع الفطر الصالح للأكل: فطر عيش الغراب (الشيتاكي): يعد من أشهر أنواع الفطر المستخدم في الطهي، وله طعم لذيذ وفوائد غذائية حيث يحتوي على البروتينات والألياف والفيتامينات. والفطر الأبيض: وهو أكثر أنواع الفطر شيوعًا في الأسواق، ويتم استخدامه في العديد من الأطباق.
الخصائص العامة للفطر الصالح للأكل تشمل: عادةً ما يكون له رائحة لذيذة وغير مؤذية. وتكون ألوانه عادةً فاتحة، سواء كانت بيضاء أو بنية أو ذات ألوان أخرى غير شديدة السواد. وفي بعض الأحيان يمكن فحصه عبر اختبار الأبواغ حيث تكون الأبواغ الخاصة بالفطر الصالح للأكل عادةً بيضاء أو كريمية.
الفطر السام يمكن أن يكون قاتلًا إذا تم تناوله، وهو يحتوي على سموم قوية؛ قد تؤدي إلى تسمم شديد في حال ابتلاعه. وتختلف أنواع السموم الموجودة في الفطر السام ولكن بعض السموم المعروفة تشمل "الأماتوكسينات" و"الكوكوربيلات" التي تؤثر بشكل رئيس على الكبد والكلى ومن أمثلة الفطر السام: الفطر ذات القبعة البيضاء (أمانيتا): هذا النوع يعتبر من أخطر أنواع الفطر السام، حيث يحتوي على سموم قد تؤدي إلى الوفاة في حال تناولها. وفطر "الجلد الأزرق: قد يسبب بعض الأعراض المؤلمة، مثل: القيء الشديد والإسهال.
وتشمل الخصائص العامة للفطر السام: غالبًا ما يكون له رائحة غريبة أو غير محببة. وبعض أنواع الفطر السام يمكن أن تبدو شبيهة بالفطر الصالح للأكل، مما يجعل من الصعب التفرقة بينهما. ولون الأبواغ في الفطر السام قد يكون مختلفًا عن تلك الموجودة في الفطر الصالح للأكل.
من المهم أن يكون لدى الأفراد القدرة على التمييز بين الفطر السام والفطر الصالح للأكل لتجنب المخاطر الصحية، ويمكن اتباع بعض النصائح للتأكد من سلامة الفطر قبل تناوله:
الشراء من مصادر موثوقة: يجب شراء الفطر من المتاجر المتخصصة أو الأسواق التي توفر أنواعًا معروفة وآمنة.
التعرف على الأنواع: معرفة الأنواع المحلية للفطر وكيفية تمييزها خصوصًا الأنواع السامة، وينصح بالحصول على دليل متخصص أو استشارة الخبراء عند جمع الفطر من الطبيعة. وفحص الرائحة: في حال كان الفطر رائحته غير طبيعية أو حادة يجب تجنب تناوله. واختبارات الأبواغ: يمكن فحص الأبواغ لتحديد نوع الفطر حيث يختلف اللون حسب النوع.
تعتبر حالات التسمم بالفطر مشكلة صحية خطيرة في بعض المناطق، وتحدث بشكل رئيس عندما يخلط الناس بين الفطر الصالح للأكل والفطر السام أعراض التسمم قد تشمل القيء، الإسهال، آلام البطن، وفي الحالات الشديدة قد تؤدي إلى تلف الأعضاء الحيوية، مثل: الكبد والكلى.
إجراءات الطوارئ: في حالة الاشتباه بتناول فطر سام يجب التوجه فورًا إلى المستشفى أو مركز الطوارئ، والعلاج المبكر قد يكون حاسمًا لإنقاذ الحياة.
الفطر هو كائن حي فريد من نوعه يمكن أن يكون صالحًا للأكل ومفيدًا للصحة، أو قد يكون سامًا ويشكل خطرًا كبيرًا إذا تم تناوله عن طريق الخطأ من خلال التعرف على كيفية تكوين الفطر وأنواعه، وكذلك التمييز بين الأنواع السامة والعادية، يمكن للناس الاستمتاع بالفوائد الصحية لهذا الغذاء المتنوع مع تجنب المخاطر المحتملة.