تشهد زراعة الفطر في البيئات الصناعية إقبالاً متزايداً في عدد من المدن والمناطق الزراعية، حيث بات هذا المشروع يُمثل بديلاً فعالاً للزراعة التقليدية، خصوصاً في المساحات المحدودة والمناطق غير الزراعية.
تتميز زراعة الفطر في البيئات الصناعية بإمكانية وجودها داخل غرف مغلقة أو بيوت محمية باستخدام خامات طبيعية، مثل القش و نشارة الخشب المعقمة، دون الحاجة إلى التربة الزراعية.
ويؤكد عدد من المزارعين أن تكلفة المشروع منخفضة نسبياً مقارنة بالعائد الربحي، ما شجع العديد من الشباب الإقبال على هذا القطاع.
تمر زراعة الفطر بعدة مراحل تبدأ بتحضير الوسط الزراعي وتطعيمه بالتقاوي، ثم وضعه في ظروف دافئة ومظلمة للتحضين، يليها مرحلة الإثمار تحت درجة حرارة ورطوبة محددة.
ويستغرق الحصاد عادةً عدة أسابيع فقط، ما يجعل من الفطر أحد المحاصيل سريعة الإنتاج.
تعد أنواع مثل الأجراس و الشيتاكي والمحار من أكثر الأنواع انتشاراً في الزراعة الصناعية، وتتميز بارتفاع قيمتها الغذائية وطلبها في الأسواق، كما أنها تدخل في العديد من الصناعات الغذائية والدوائية، ما يزيد من فرص التسويق والتصدير.
رغم الفوائد الكبيرة، تواجه زراعة الفطر تحديات تشمل خطر التلوث وصعوبة التحكم البيئي دون تدريب، إلا أن مختصين في المجال يؤكدون أن هذه الصعوبات يمكن تجاوزها من خلال التوعية والتدريب على أساسيات الزراعة الحديثة.
تفتح زراعة الفطر آفاقاً جديدة في عالم الزراعة غير التقليدية، وتقدم نموذجاً ناجحاً للمشاريع الصغيرة التي تجمع بين الجدوى الاقتصادية والحفاظ على البيئة، مع توفير فرص عمل ودعم للأمن الغذائي المحلي.