تقع بلدة الحميمة العباسية في عمق الصحراء الأردنية جنوب محافظة العقبة، على مسافة متقاربة من البتراء ووادي رم والعقبة.
و شهدت هذه المنطقة عبر العصور تعاقب حضارات متعددة، من الأنباط والرومان والبيزنطيين وصولاً إلى الدولة العباسية، حيث اتخذها العباسيون مقرًا سريًا لانطلاقتها نحو الخلافة.
وكانت تُعد الحميمة مركزًا تجاريًا وتاريخيًا استراتيجيًا، إذ كانت محطة رئيسية للقوافل التجارية القادمة من بلاد الحجاز والشام والمتجهة إلى العقبة (أيلة)، وموطنًا لتنوع ديني وحضاري نادر، يتجلّى بوجود الكنائس البيزنطية، والمسجد العباسي، والمعابد النبطية، والمقابر المتنوعة.
وتضم المنطقة "درب البدو" الذي جاءت فكرته من إعادة إحياء مسار القوافل التاريخي الذي كان يعبر الحميمة، مستفيدًا من الذاكرة الشعبية والهوية الثقافية للمنطقة، حيث لعب أبناء البادية دورًا محوريًا في حماية وتأمين القوافل.
ويمتد المسار بطول إجمالي يصل إلى 203 كيلومترًا موزعًا على ثلاثة اتجاهات رئيسية:
الحميمة – العقبة (جنوبًا) يمتد لـ 75 كم، مرورًا بالقويرة ووادي اليتم.
الحميمة – البتراء (شمالًا) عبر وادي احيمر ووادي عربة بمسافة 83 كم.
الحميمة – وادي القمر بمسافة تقارب 44 كم، بالقرب من مركز التجارة العالمي.
ويُقدَّم "درب البدو" تجربة سياحية بيئية وثقافية أصيلة، تتيح للزوار معايشة نمط حياة البدو، وركوب الجِمال على خطى القوافل القديمة، والمبيت في محطات استراحة يديرها أبناء البادية، مع فرصة التعرف على النجوم ودرب التبانة باستخدام الطرق التقليدية التي استخدمها البدو قديمًا في الملاحة.