شهدت التكنولوجيا تطورًا هائلًا في عالمنا المعاصر، أدى إلى ظهور الروبوتات العاملة التي أصبحت تلعب دورًا محوريًا في مختلف القطاعات والصناعات. ما كان يُعتبر سابقًا خيالًا علميًا أصبح اليوم حقيقة واقعة، حيث تستخدم الروبوتات لتحل محل العمال البشريين في العديد من الوظائف. 
فتطور التكنولوجيا ووصولها إلى هذه المرحلة، حيث كانت فكرة الروبوتات منذ عقود طويلة كمجرد آلات بدائية تنفذ مهام محددة، ومع تطور العلوم الهندسية والبرمجية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، أصبحت الروبوتات أكثر ذكاءً وكفاءة. 
اليوم، تتميز الروبوتات بقدرتها على التعلم الذاتي، وتحليل البيانات، وأداء المهام المعقدة بدقة عالية.
وتطورت التكنولوجيا بسرعة بفضل التقدم في المعالجات الدقيقة وأجهزة الاستشعار، إذ أصبح بالإمكان برمجة الروبوتات للتفاعل مع بيئتها والتكيف مع متغيراتها، مما جعلها أدوات فعالة في مجالات، مثل: التصنيع، والطب، والزراعة، وحتى الخدمات اليومية.
أما عن الروبوتات والعمل البشري، والتي غيرت فيها الروبوتات طبيعة العمل في القطاعات والشركات بشكل جذري، على سبيل المثال: في الصناعة والتصنيع تستخدم الروبوتات في خطوط الإنتاج لتجميع المنتجات وفحص جودتها، حيث توفر السرعة والدقة، وفي مجال الزراعة تقوم الروبوتات بحصاد المحاصيل ورش المبيدات، مما يقلل من الاعتماد على الأيدي العاملة البشرية، أما في مجال الطب تساعد الروبوتات في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة ونقل الإمدادات داخل المستشفيات، وفي مجال الخدمات نجد روبوتات تقدم الطعام في المطاعم أو تساعد في المهام اللوجستية في المستودعات.
وتؤثر الروبوتات على سوق العمل، رغم فوائدها العديدة، إلا أن استخدامها الواسع أثار تساؤلات حول تأثيرها على سوق العمل. إذ أن استبدال الروبوتات بالعمال البشريين أدى إلى فقدان العديد من الوظائف التقليدية، مما زاد من معدلات البطالة في بعض القطاعات، ومع ذلك، ظهرت وظائف جديدة تتطلب مهارات متقدمة لإدارة الروبوتات وصيانتها.
كما ساهمت الروبوتات في تحسين بيئة العمل، حيث أصبحت تقوم بالأعمال الشاقة أو الخطرة، مما يقلل من المخاطر على حياة العاملين.
والروبوتات العاملة تعكس تقدم البشرية في استخدام التكنولوجيا لخدمة الاقتصاد والمجتمع. ومع ذلك، يتطلب هذا التقدم مواكبة التطورات من خلال الاستثمار في التعليم والتدريب، لضمان تحقيق توازن بين الابتكار التكنولوجي واحتياجات سوق العمل.
 ما زال المستقبل يحمل العديد من التحديات والفرص، ويبقى السؤال: إلى أي مدى ستستمر الروبوتات في تغيير حياتنا؟