أصبحت المخلفات البلاستيكية واحدة من أكبر التحديات البيئية في عصرنا فهي لا تتحلل بسهولة وقد تبقى في البيئة لعشرات أو حتى مئات السنين، وأكثر ما يثير القلق هو تأثيرها المباشر على المياه العذبة والبحار حيث تشكل تهديداً للحياة المائية وصحة الإنسان.
تتسرب كميات هائلة من الأكياس والزجاجات البلاستيكية والعبوات إلى الأنهار والبحيرات والمحيطات سنوياً إما عبر النفايات الملقاة في الشوارع التي تنجرف مع الأمطار، أو من خلال التخلص غير السليم من القمامة هذه المخلفات لا تلوث المياه فقط، بل تتحلل إلى جزيئات صغيرة تُعرف بـ"الميكروبلاستيك" والتي تبتلعها الأسماك والكائنات البحرية فتدخل في النهاية إلى السلسلة الغذائية التي يعتمد عليها الإنسان.
إلى جانب التلوث، يمكن أن تؤدي المخلفات البلاستيكية إلى سد المجاري المائية، مما يسبب فيضانات ويضر بالنظام البيئي كما تؤثر على السياحة في المناطق الساحلية إذ تفسد المنظر الجمالي وتقلل من إقبال الزوار.
وللحد من هذا الخطر يجب تعزيز التوعية البيئية بأهمية تقليل استخدام البلاستيك أحادي الإستعمال، وتشجيع البدائل الصديقة للبيئة مثل الأكياس القماشية والعبوات القابلة لإعادة الإستخدام كما ينبغي تحسين أنظمة جمع النفايات وإعادة التدوير ودعم المبادرات المجتمعية التي تنظف الشواطئ والمسطحات المائية.
حماية مياهنا من التلوث البلاستيكي ليست رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على صحة الإنسان واستدامة الموارد الطبيعية فالحد من هذا الخطر يبدأ بخطوات صغيرة نقوم بها جميعاً في حياتنا اليومية.