تُعد مدينه جرش من أهم مدن الحضارة الرومانية الأثرية في العالم،
وإحدى مدن حلف "الديكابوليس" العشرة وأهمها، وكان يطلق عليها قديمًا اسم
"جراسا" وسميت أيضًا مدينة الألف عمود نظرًا إلى كمية الأعمدة التي
بدخلها، ويعود تاريخ تأسيسها إلى عهد الإسكندر وقد عرفت جرش بمدينة الهدوء
والاستقرار والسلام، وكانت أحد أهم المدن في المنطقة اقتصاديًا وثقافيًا ومركز
قيادة للدولة الرومانية.
وحاليًا، وتعد جرش من أهم المناطق الزراعية في الأردن، حيث يتم فيها
زراعة العديد من المحاصيل الزراعية، مثل: الزيتون، ويطلق الكثير من الناس على
الزيتون بالزيتون الرومي نسبة إلى الدولة الرومانية التي سكنت المدينة.
ويعد مناخ مدينة جرش هو مناخًا معتدلًا إلى بارد شتاءً، وصيفًا تتمتع
بأجواء جميلة من حار إلى معتدل الحرارة، نظرًا لارتفاعها الذي يقارب ألف متر عن
سطح الأرض وكثرة الأشجار فيها التي تساهم في اعتدال الأجواء فيها.
وتتميز جرش بوجود المعالم الأثرية التي تجذب السائحين إليها، مثل:
بوابتها العظيمة والتي تسمى ببوابة قوس النصر أو بالاسم المعرف أكثر وهو بوابه
هادريان، وهي البوابة شاهقة الارتفاع وذات الأقواس الضخمة، وتحتوي على مسرحين يطلق
عليهما بالمسرح الشمالي والمسرح الجنوبي، ومعبد زيوس، وشارع الأعمدة، وسبيل
الحوريات، وساحة الندوة.
ومتحف جرش الذي تأسس عام 1985 يروي تاريخ الحضارات التي مرت على المدنية،
حيث يشمل قطعًا متنوعة من مختلف العصور التي مرت على المنطقة بدءً من العصر الحجري
القديم وحتى أواخر العصر الإسلامي، وتتنوع القطع الأثرية بين الأواني والحُلي
والمسكوكات والتماثيل ولوحات الفسيفساء، أما الساحة الخارجية للمتحف ففيها توابيت
حجرية مزينة بزخارف متعددة ولوحات فسيفسائية ونُصب تذكارية.
وأكتشف المدينة التي تم بناؤها بأمر من الإسكندر المقدوني في القرن
الرابع قبل الميلاد والتي تظهر الأثار أنها بنيت على أنقاض مدينة تعود إلى العصر
البرونزي، على يد الرحالة الألماني اولريخ جاسبر عام 1806م، والذي كان له الدور
الأكبر في لفت الأنظار إليها بسبب كتاباته عنها، حيث بدأت عمليات التنقيب من عام
1925م ولغاية الأن.
ويقام في مدينة جرش العديد من الفعاليات، ومن أهم هذه الفعاليات
مهرجان جرش للثقافة والفنون الذي يقام سنويًا، حيث تجري فيه العديد من الفعاليات الفنية،
والثقافية المحلية، والعربية، والعالمية.