إن من أهم  مسؤوليات الأسرة وأولها بناء شخصية قوية قيادية للأبناء ويأتي هذا من خلال وقوفهم إلى جانب أبنائهم دائما، وتعليمهم كيفية تجاوز الأزمات والمصاعب والخروج منها بشخصية أقوى قادرة على أن تتحدى صعاب الحياة.
وتكمن قوة الأبناء في عدة جوانب منها الاجتهاد، والثقة في النفس، والمعرفة في جميع سبل الحياة، ولا يقتصر تعليم الأبناء وتجهيزهم على الجانب الأكاديمي فقط بل يتعداه ليشمل المعرفة والتدريب بالتعامل الصحيح مع أفراد المجتمع و الأسرة والأقران والمعلمين في المدرسة.
ومهمة الأهل أن يسلحوا أبناءهم  بكل ما يلزمهم ليكونوا أقوياء وأن يمدوا لهم يد المساعدة بعد كل عثرة حتى يشعروا بالاطمئنان والثقة.
ومن أكثر أخطاء الأهل مع الأبناء هو الخوف الزائد عليهم وهذا الخوف لا يعطيهم الحق بالتجربة والخطأ وبالتالي لا يعطيهم الحق بالتعلم من أخطائهم وتجاربهم بالحياة وهذا يفقدهم الثقة بأنفسهم ويُعيق قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة في المستقبل.
مسؤولية الأب والأم رعاية أبنائهم وتوجيههم وتعليمهم الصواب من الخطأ وفهم نفسياتهم وطريقتهم بالتفكير، إضافة إلى احترام آرائهم ورغباتهم من خلال الحوار معهم والسماح لهم بأن يرسموا طريقهم ضمن حدود يضعها الدين والأعراف والأهل.
إن  تربية أبنائنا بشخصية قوية قادرة على مواجهة مصاعب ومتاعب الحياة تتطلب مجهودا كبيرا من الأهل  للحفاظ على سلوكيات أبنائهم وعلى نفسياتهم سوية ومتزنة، بالإضافة لاكتساب الثقة بالنفس.
وكما يقول المثل نحن لا نستطيع كآباء وأمهات أن ننزع الشوك من طريق أبنائنا حتى لا يخدشوا أو يتألموا، ولكن يمكننا أن نعلمهم كيف يتجنبونه و كيف يصبرون على الآلام.