الصيام المتقطع أصبح موضوعًا شائعًا في عالم الصحة والتغذية، حيث
يكتسب شعبية متزايدة بسبب الفوائد المحتملة التي يوفرها للصحة العامة، وخاصة في
مجال فقدان الوزن وصحة القلب والدماغ.
يعتمد الصيام المتقطع على تناول الطعام خلال فترة زمنية محددة
والصيام خلال الفترات الأخرى، ومن أشهر أنواعه نظام "16:8" الذي يشمل
الصيام لمدة 16 ساعة وتناول الطعام في 8 ساعات، أو نظام "5:2" الذي
يتضمن تناول الطعام بشكل طبيعي لمدة 5 أيام في الأسبوع وتقليل السعرات الحرارية
بشكل كبير لمدة يومين.
تُظهر العديد من الدراسات أن للصيام المتقطع فوائد صحية متعددة، إحدى
أبرز الفوائد هي فقدان الوزن وتحسين عملية الأيض، فقد وجدت دراسة نشرت في مجلة
"Obesity" عام 2015 أن
الصيام المتقطع يمكن أن يساعد في خفض الوزن بشكل فعال من خلال تقليل تناول السعرات
الحرارية وتحفيز الجسم على حرق الدهون للحصول على الطاقة، كما أنه يحسن من حساسية
الجسم للأنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
بالإضافة إلى فقدان الوزن، يُعتقد أن الصيام المتقطع يقدم فوائد
كبيرة لصحة القلب، بحسب دراسة أجريت عام 2019 ونشرت في مجلة "New England Journal of Medicine" أوضحت أن الصيام
المتقطع قد يساهم في تحسين مستويات الكوليسترول وضغط الدم، مما يقلل من خطر
الإصابة بأمراض القلب، كما يمكن أن يساعد في تقليل الالتهابات، التي تُعتبر عاملاً
رئيسيًا في تطور أمراض القلب.
على صعيد صحة الدماغ، تشير بعض الدراسات إلى أن الصيام المتقطع يمكن
أن يكون له تأثير إيجابي على الوظائف الإدراكية دراسة نُشرت في "Journal of Neurochemistry" عام 2018 وجدت أن الصيام المتقطع يحفز إنتاج البروتينات
التي تحمي الخلايا العصبية وتعزز من عمليات الإصلاح الذاتي في الدماغ. كما أظهرت
الدراسة أن الصيام يمكن أن يحسن من القدرة على التعلم والذاكرة ويقلل من خطر
الإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل الزهايمر.
رغم الفوائد المحتملة للصيام المتقطع، هناك بعض المخاطر التي يجب أن
تُؤخذ بعين الاعتبار من أبرز هذه المخاطر هو احتمال الشعور بالإرهاق والتعب خاصة
في الأيام الأولى من الصيام، حيث يعتاد الجسم على تقليل تناول الطعام كما قد يؤدي
الصيام إلى انخفاض مستويات السكر في الدم بشكل كبير، مما يشكل خطرًا على الأشخاص
المصابين بداء السكري أو الذين لديهم مشاكل في التوازن الغذائي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الصيام المتقطع على صحة الجهاز الهضمي لدى
بعض الأشخاص، مما يؤدي إلى مشاكل مثل الإمساك أو الاضطرابات المعوية كما يُنصح
بعدم اتباع الصيام المتقطع للحوامل أو المرضعات أو الأشخاص الذين يعانون من
اضطرابات الطعام مثل: فقدان الشهية أو الشره المرضي .
ويُظهر الصيام المتقطع فوائد صحية متعددة من حيث فقدان الوزن وصحة
القلب والدماغ، ولكنه ليس مناسبًا للجميع وقد يحمل بعض المخاطر، ومن الأفضل
استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل البدء في نظام الصيام المتقطع
للتأكد من أنه مناسب للحالة الصحية للفرد، بالنهاية، يُعَد الصيام المتقطع
استراتيجية واعدة
ولكنها تحتاج إلى توازن واعتدال.