تقع قلعة الحسا الى الشمال من مدينة الطفيلة، ويمكن الوصول اليها عبر طريق معبد وآخر ترابي، وتعد من أهم المواقع الأثرية الصحراوية في الاردن، وتشكل صورة من البناء المعماري والصحراوي.
وقد طال القلعة عدة مشاريع ترميم لتعود الى صورتها الأصلية وألقها المعماري على أمل ان تصبح محطة أساسية في رحلة السائح نحو الجنوب.
ولقلعة الحسا كانت تاريخ عريق حيث كانت من أهم المحطات على طريق البر الشامي لتوافر أماكن للنوم والطعام والراحة ومستودعات للتخزين وحظائر للخيل إلى جانب وجود بركة ماء خارجية تتصل بالقلعة عبر قناة حجرية مغطاة بشبائح حجرية منتظمة اندثرت معظمها نتيجة للعوامل الطبيعية .
وفي كتابات للمؤرخ النمساوي لويس موزيل في عام 1907، أشار إلى أن ابن طولون ذكر أن قلعة الحسا كانت تمثل أحد المراكز الجمركية للجباية وكانت منزلا للمسافرين والتجارة والعاملين فيها ومركزا اقتصاديا نشيطا قبل مجيء السلطان مصطفى الثالث.
كما استخدمت في زمن الأتراك مكانا لاستراحة الحجيج وبنيت بالقرب منها على وادي الحسا مجموعة من الجسور التي لا زالت آثارها قائمة حتى الان.
وتتخذ القلعة شكلا مربعا بطول 23 مترا وبعرض 22 مترا وبارتفاعات مختلفة تصل في بعض اجزائها الى 8 أمتار.
وشهدت القلعة في فترات زمنية سابقة أعمال تخريب وعبث بحثا عن الدفائن، والتي أثرت تأثيرا واضحا على بوابتها الشمالية التي ازيلت بالكامل إضافة إلى إزالة أجزاء من الغرف العلوية.
ويتوسط البناء بئر ماء ذات فوهة مرتفعة عن مستوى ارضية البناء بسبع درجات ليحيط بالبئر قاعات للجلوس وغرف للتخزين واخرى للنوم إضافة الى اقبية تمتد على طول الواجهة الجنوبية باشكال نصف برميلية يوصل اليها عبر بوابات صغيرة طولها متران وعرضها متر واحد في حين ان الطابق العلوي يضم مسجدا متواضعا بمحراب، وحجرة مربعة وشرفتين بارزتين لهما فتحات تستخدم للمراقبة، وست غرف اخرى تستخدم للراحة والنوم يتوسطها درج صغير يؤدي للطابق الثالث.
ويوجد الى الشمال من مبنى القلعة جسر قديم يقوم على 3 قناطر وعلى الجسر طريق معبد مرصوف بحجارة بازلتية وصوانية بعرض 12 مترا وهي قريبة الشبه بالطرق التي كان الرومان يقيمونها رغم اشتهار السلاطين المماليك بإقامة مثل هذه الطرق المرصوفة التي تشبه الطرق الرومانية .
كما يوجد مقبرة ملحقة بالقلعة لدفن الموتى وهي خارج أسوار القلعة، وبوجه عام فان المبنى شهد تهدم الكثير من اجزائه إلى جانب انه تعرض لأعمال تخريب بعد خروج الأتراك من المنطقة في العام 1916 وحتى الستينيات خصوصا عند الواجهة الشمالية.