تُعدّ الجمعية الفلكية الأردنية من أبرز الهيئات العلمية المتخصصة في علم الفلك في المملكة، وقد تأسست عام 1987 بهدف نشر الثقافة الفلكية بين أفراد المجتمع، وتعزيز البحث العلمي في هذا المجال الحيوي.
وتتميز الجمعية بدورها الفاعل في تقديم المعلومات الدقيقة حول الظواهر الفلكية، لا سيما فيما يتعلق بتحري الأهلة ورصد الأجرام السماوية، وهو ما جعلها مرجعًا موثوقًا على الصعيدين الوطني والإقليمي.
تهتم الجمعية بشكل خاص بمسألة تحري هلال الأشهر القمرية، لما لها من أهمية دينية واجتماعية كبيرة، مثل دخول شهر رمضان أو تحديد موعد عيد الفطر وتلتزم الجمعية في ذلك بأدق الأساليب العلمية، حيث تستخدم التلسكوبات الحديثة، والكاميرات الحساسة، وتقنيات التصوير الفلكي، إلى جانب البرمجيات المتقدمة في حساب المواقع الفلكية كما تعتمد على فرق رصد ميدانية منتشرة في مواقع مختارة بعناية من حيث صفاء الافق وبعدها عن التلوث الضوئي.
وإلى جانب التحري، تكرّس الجمعية جهودها لرصد الظواهر الفلكية مثل الكسوف والخسوف، مرور الكواكب، زخات الشهب، والأحداث النادرة كاصطفافات الكواكب، وتُقدَّم هذه الرصودات بتقارير علمية دقيقة، تُنشر للعامة والمهتمين، وتُستخدم أحياناً كمراجع إعلامية وعلمية على المستويين المحلي والعربي.
كما تنظم الجمعية ورشات عمل ومحاضرات دورية بالتعاون مع الجامعات والمدارس، وتسعى إلى غرس حب الفلك في نفوس الشباب من خلال النوادي الفلكية والأنشطة التفاعلية، التي تُعقد في مقرها أو في مراكز علمية مختلفة في المملكة.
إن التزام الجمعية بالدقة العلمية يعكس إيمانها بأن الفلك ليس علمًا نظريًا فحسب، بل هو أداة لفهم الكون بطريقة منهجية، وبأن تحري الأهلّة ورصد السماء بدقة ليس مسألة فلكية فقط، بل مسؤولية ثقافية وعلمية تتطلب النزاهة والشفافية.
من خلال هذا النهج المتوازن بين العلم والمجتمع، تواصل الجمعية الفلكية الأردنية أداء دورها الريادي، وتسهم في ترسيخ ثقافة فلكية واعية.