في غزة تتداخل لحظات الطفولة مع أصوات الانفجارات وصدى الخوف يعيش الأطفال واقعًا لا يشبه الفترة التي تستحقها أعمارهم يُحرم هؤلاء الصغار من أبسط حقوق الإنسان: الأمن والتعليم واللعب بل ومن مجرد الشعور بأن الغد قد يحمل لهم أملاً.
الحرب لا تفرّق بين أحد جندي وطفل وبين منشأة عسكرية ومدرسة مستشفى... على أرصفة غزة تتكسر حقوق كثيرة من تلك التي تُكتَب في المواثيق الدولية والتي لا تطبق على الأرض الواقع في غزة... يُحرم الطفل من النوم لأنه يخاف القصف أو أن يفقد أسرته ويُدفن في داخله جزء من طفولته، فهذه الانتهاكات لا يمكن تبريرها ولا نسيانها وليس من العدل أن تتحول المدارس الغير أمنة من القصف إلى ملاجئ وأن يصبح الدفتر شاهدًا على المأساة بدلًا من أن يكون بوابة للعلم.
الأطفال في غزة لا يطالبون بالكثير يريدون فقط أن يكونوا أطفالًا كما باقي أطفال العالم... أن يلعبوا دون أن يركضوا خوفًا... أن يحلموا دون أن تقتحم أحلامهم طائرات ودخان... أن يضحكوا دون أن تُخنق ضحكتهم بصوت صفارة إنذار أو بدمعة أم تحاول أن تبدو قوية.
ففي أعينهم تنعكس صورة الإنسانية ذاتها وإذا كان الدفاع عن حقوق الطفل هو مبدأ عالمي فغزة لا يمكن أن تكون الاستثناء كل يوم يمر دون حماية هؤلاء الأطفال هو يوم جديد تُهان فيه الإنسانية وينعدم معيار الأخلاق للقانون الدولي.
أن تُدافع عن أطفال غزة هو أن تُدافع عن الحق في الحياة... عن السلام.. وعن مستقبل أكثر عدالة... فربما يحمل أحد هؤلاء الأطفال حلمًا يبني غدًا أفضل إذا أعطي فرصةً للعيش كإنسان.. لا كضحية دائمة لصراع لا ذنب لهم فيه.