تشكل نواعير حماه جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية لمدينة حماة وهي تعتبر واحدة من أهم المعالم السياحية والثقافية في المدينة وتحمل معها قصصاً غنية وتاريخاً طويلًا يعود إلى العصور القديمة.
تقع نواعير حماة في وسط المدينة القديمة وهي آلات مائية خشبية تدور بالقوة المائية وتتواجد على شواطئ نهر العاصي في مدينة حماة وتنقل الماء منه بواسطة صناديق إلى حوض علوي يجري في قنوات محمولة على قناطر ليسقي المدينة وبساتينها.
وأُدخلت نواعير حماه في القائمة الإرشادية المؤقتة لمواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1999 وهي تتألف من مجموعة من النوافير والأنهار الصناعية التي تمتد على طول شارع النصر، وتعتبر هذه النواعير من أهم معالم المدينة وتمثل تحفة معمارية فريدة من نوعها حيث تعكس مهارة الحرفيين القدماء في بناء النوافير بتصميم وأسلوب أثري رائع.
تاريخ نواعير حماة يمتد لآلاف السنين إلى العصور الرومانية والبيزنطية وأصل تسمية الناعورة لغوياً من فعل نَعَر بمعنى أحدث صوتاً فيه نعير، والنعير هو صوت يصدر من أقصى الأنف وسميت بالناعورة لصوتها ، وبالإضافة إلى أهميتها التاريخية تعتبر نواعير حماة مكانًا مفضلًا للزوار و السكان المحليين على حد سواء ويمكن للزائرين الإستمتاع بالتجول سيراً على الأقدام في هذه المنطقة واستكشاف النوافير والممرات الجميلة المزينة بالزهور والأشجار الخضراء.
مع مرور الزمن تم تجديد وصيانة نواعير حماة للحفاظ على جمالها وقيمتها التاريخية وعلى الرغم من الصعوبات التي مرت بها سوريا في السنوات الأخيرة بسبب النزاعات والحروب إلا أن نواعير حماة تظل واحدة من الأماكن التي يجب الحفاظ عليها والإستثمار فيها لأن تعزيز السياحة والثقافة يمكن أن يلعب دورًا مهمًا في إعادة بناء الإقتصاد المحلي والمساهمة في تعزيز الفهم والإحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
ختاماً إن نواعير حماة ليست مجرد نوافير تاريخية ، بل هي جزء من إرث سوريا العظيم وثقافتها العريقة وتذكرنا بأهمية الحفاظ على تراثنا والإستثمار فيه من أجل مستقبل أفضل وأكثر تواصلاً مع الماضي.