تطورت التكنولوجيا بشكل كبير في العقود الأخيرة، وأثرت بشكل عميق على جميع جوانب الحياة، بما في ذلك التعليم، أصبح دمج التكنولوجيا في المناهج التعليمية أمرًا ضروريًا لتحسين جودة التعليم وجعل العملية التعليمية أكثر فعالية وتفاعلية.
من أهم التأثيرات التي أحدثتها التكنولوجيا على المناهج التعليمية هو تسهيل الوصول إلى المعلومات في الماضي، كانت المعرفة محصورة في الكتب والمكتبات، وكان على الطلاب والمعلمين الاعتماد على الموارد المحدودة المتاحة لهم، ولكن مع ظهور الإنترنت وانتشار الأجهزة الذكية أصبح الوصول إلى المعلومات سهلًا وسريعًا، إذ يمكن للطلاب الآن البحث عن أي موضوع، والوصول إلى المصادر الأكاديمية والمقالات البحثية، وحتى حضور محاضرات افتراضية من جامعات مرموقة حول العالم.
أحدثت التكنولوجيا نقلة نوعية في أساليب التدريس من خلال التعلم التفاعلي كالتطبيقات التعليمية والألعاب التفاعلية التي أصبحت جزءًا أساسيًا من المناهج، مما يسمح للطلاب بتطبيق ما يتعلمونه بشكل عملي.
أصبح بالإمكان تقديم تجارب تعليمية شخصية تتناسب مع احتياجات كل طالب بفضل التكنولوجيا، يمكن الآن استخدام البرامج التعليمية لتتبع تقدم الطلاب وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، وبناءً على هذه البيانات يمكن تخصيص المواد التعليمية والتمارين التي تتناسب مع مستوى الطالب، مما يضمن تحقيق تقدم ملحوظ في التعلم، هذه المرونة في التعليم الشخصي تعزز من فهم الطلاب وتحسين أدائهم الأكاديمي.
أضافت التكنولوجيا بعدًا جديدًا للتعاون والتواصل في الفصول الدراسية من خلال أدوات التعاون عبر الإنترنت، ما يمكن للطلاب العمل معًا على مشاريع جماعية حتى وإن كانوا في أماكن جغرافية مختلفة كما أن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات التعليم الإلكتروني تتيح للطلاب والمعلمين التواصل بشكل أكثر فعالية، سواءً كان ذلك للإجابة على الأسئلة أو لتبادل الأفكار والمعلومات.
أدى تطور التكنولوجيا إلى انتشار التعليم عن بعد، والذي أصبح ضرورة في ظل ظروف مثل جائحة كورونا، التعليم عن بعد مكّن الملايين من الطلاب حول العالم من الاستمرار في دراستهم رغم التحديات التي فرضتها الجائحة.
على الرغم من الفوائد العديدة التي جلبتها التكنولوجيا إلى التعليم، إلا أنها تأتي مع تحدياتها، يتطلب استخدام التكنولوجيا في التعليم توفر بنية تحتية متقدمة، مثل: الإنترنت السريع والأجهزة الحديثة، وهو ما قد يكون غير متاح في بعض المناطق، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون هناك توازن بين استخدام التكنولوجيا والحفاظ على التفاعل البشري في العملية التعليمية.