فينيسيا،
أو البندقية ، أو المدينة العائمة في إيطاليا، هي واحدة من أكثر المدن استثنائية
في العالم , تم بناء مدينة البندقية فوق 118 جزيرة ، في منتصف بحيرة البندقية ،
على رأس البحر الأدرياتيكي ، في شمال إيطاليا.
تعد
مدينة البندقية أكبر مدينة بالإقليم من حيث عدد السكان والمساحة ،و يُقدر عدد
سكانها 271 الف نسمة ، تتكون المدينة من جزئين منفصلين وهما الوسط (الذي يحتوى على
بحيره تحمل نفس الاسم) وميسترى والمنطقة اليابسه .
ظلت
المدينة لأكثر من ألف عام عاصمة جمهورية فينيسيا ، وكانت تُعرف باسم ملكة البحر
الأدرياتيكي ، نظراً لتراثها الحضارى والفني ومنطقة البحيرات التي بها .
تُعد
المدينه من أجمل مُدن العالم التي ترعاها منظمة اليونسكو ، الأمر الذي جعلها ثاني
مدينة إيطالية بعد روما من حيث ارتفاع نسبة التدفق السياحي من أنحاء مختلفة من
الخارج.
ولكن،
رغم أن الموقع الاستراتيجي للمدينة إلا أن موقعها هذا هو ما يهددها اليوم بالغرق
والفناء فالمدينة تزدحم بالمباني العتيقة بحيث لم يعد المجال متاحاً منذ ألف عام
تقريباً لأي إضافة جديدة ، كما أن هذه المباني بنيت على أساسات رملية هشة تغوص كل
عام بمقدار 8 سم ، يضاف لهذا أن البنية التحتية للمدينة تعاني بشكل دائم من التدفق
الهائل للسياح ، خلال يوليو وأغسطس فقط يتدفق على المدينة أكثر من ثلاثة ملايين
سائح يصر كل منهم على السكن في احد المباني العتيقة والتجول في ميدان القديس مرقص
علما أن عدد سكانها الأصليين انخفض حالياً الى 14 الف نسمة فقط .
المشكلة
الأساسية قد لا تكون في البندقية ذاتها بل في ارتفاع مستوى البحر ، وبعد ستين
عاماً من الآن لن تكون هناك أي فيضانات لأن المياه ستغمر المدينة أصلاً بارتفاع
23سم ، أما أسوأ فيضان شهدته المدينة فحدث عام 1966حين أغرقت الأمطار مُعظم
إيطاليا وارتفع البحر الى شوارع البندقية فتصدعت القصور العتيقة ودُمرت مُعظم
اللوحات والتماثيل الأصلية ، وعلى الفور تطوعت منظمات عالمية كثيرة لترميم المدينة
وبدأت الحكومة الايطالية خطة لحمايتها من الغرق ، ولكن رُغمَ هذهِ الجُهود ماتزال
البندقية تعاني من الشيخوخة
وتنبأ
تقرير صدر العام الماضي من وزارة البيئة الإيطالية أنها ستغرق خلال ستين عاماً من
الآن ، فالتقرير يقول ان البندقية غاصت في البحر خلال الستين عاماً الماضية بمقدار
نصف متر ، وخلال الستين عاماً القادمة يتوقع أن يرتفع البحر الأدرياتيكي إلى 25 سم
، وأن تستمر البندقية في الغرق بوتيرة أسرع جراءَ الضغط السياحي وتصدع الأساسات
العتيقة.