شهدت الرياضة النسوية في المجتمعات العربية تطورًا ملحوظًا خلال العقود الأخيرة بعد أن كانت مشاركة المرأة في المجال الرياضي محدودة للغاية بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية والنظرة المحافظة تجاه ممارسة المرأة للرياضة.
ومع تزايد الوعي بأهمية الرياضة لصحة المرأة الجسدية والنفسية بدأت الأبواب تُفتح تدريجيًا أمام الفتيات والسيدات لدخول ميادين الرياضة المختلفة والمشاركة في البطولات المحلية والدولية.
لقد واجهت الرياضة النسوية في العالم العربي تحديات عديدة كان أبرزها: غياب البنية التحتية الداعمة وضعف التمويل وقلة وجود برامج خاصة بالفتيات في المدارس والأندية كما كان للقيود المجتمعية دور في إعاقة انطلاقة المرأة الرياضية حيث ارتبطت الرياضة في أذهان البعض بنشاطات ذكورية لا تناسب طبيعة المرأة إلا أن هذه النظرة بدأت تتغير بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها الحكومات والمؤسسات الرياضية ومؤسسات المجتمع المدني لدعم الرياضة النسوية وتشجيع النساء على ممارستها.
وفي السنوات الأخيرة تمكنت الرياضيات العربيات من تحقيق إنجازات بارزة على المستويين العربي والدولي في ألعاب القوى والرماية والفروسية والتايكوندو ورياضات أخرى، وقد ساعدت هذه الإنجازات في تحسين صورة الرياضة النسوية وإلهام جيل جديد من الفتيات للسير على خطى الرائدات الرياضيات.
إضافة إلى ذلك أسهمت الرياضة النسوية في تعزيز الثقة بالنفس لدى الفتيات وكسر الكثير من القيود المفروضة عليهن فضلًا عن كونها وسيلة فعالة لتعزيز الصحة الجسدية والوقاية من الأمراض ومع استمرار الدعم الرسمي والشعبي يتوقع أن تشهد الرياضة النسوية في المجتمعات العربية مزيدًا من التقدم وأن تصبح المرأة شريكًا رئيسيًا في ميادين الرياضة كما هو حالها في مختلف مجالات الحياة.