العلاقات الأسرية القوية تنمي القيم الإيجابية ويمكن للفرد الاعتماد عليها في أوقات الشدة، كما أنها توفر إحساسًا بالانتماء والحب غير المشروط الذي لا يمكن أن يجده الإنسان في أي مكان آخر.
للعلاقات الأسرية القوية العديد من الفوائد مثل مساعدة الأفراد على التعامل مع ضغوط الحياة وزيادة الثقة في النفس واحترام الذات، تحقيق الرفاهية لكافة أفرادها، تشجيع الأفراد على الانخراط في أنشطة وسلوكيات صحية واجتماعية مفيدة، تقديم الدعم الاجتماعي.
كما أن من فوائدها بناء أساس متين لعلاقات صحية قائمة على الثقة في الآخرين، توفير الشعور بالأمان والدفء والحب، بناء شخصية أفراد الأسرة بشكل سليم، تنمية القيم الإيجابية، مثل التضامن والمشاركة ومحاربة القيم السلبية مثل الأنانية وحب الذات.
وعلى العكس من ذلك، فإن النشأة في ظل أسرة مضطربة ومفككة يؤدي إلى الاستنزاف العاطفي ويسبب الكثير من الضرر والأذى لكافة أفراد الأسرة لاسيما الأطفال الذين ينشؤون في  بيئة غير صحية مما يؤدي إلى اضطرابات تكون لها آثار بعيدة المدى، وتتسبب في النهاية في تفسخ وتحلل المجتمع.
لذلك فإن الأسرة السليمة توفر الشعور بالأمان والدفء والحب ويشمل هذا احترام الحدود ومراعاة خصوصية كل فرد من أفراد العائلة، بمن فيهم الأطفال الذين يتم احترام خصوصيتهم، وتشجيعهم على بناء شخصيات مستقلة خاصة بهم.
وفي العائلات السليمة يقوم الأب والأم بتقديم نموذج صحي من الأفعال والتصرفات التي يحتذى بها أمام الأطفال؛ مثل ضبط النفس وحسن التصرف في مواجهة ضغوط وتحديات الحياة، حيث يراقب الأطفال بانتباه شديد طريقة تصرف الأب والأم في مختلف الحالات ويتعلمون منها.
في الأسرة السليمة يسمح لجميع أفراد العائلة بإبداء آرائهم تجاه مختلف القضايا، ويجب على كافة أفراد العائلة تقدير هذه الآراء والسماح بالتعبير عنها ما دامت محترمة، حتى لو اتخذ الكبار القرار النهائي ولم يأخذوا برأي الأبناء، ولكن قبل ذلك يتم التعامل مع وجهات نظرهم باحترام وتقدير وإجراء النقاش اللازم حولها قبل اتخاذ القرار النهائي.
في العائلات التي لا يوجد فيها مجال كبير لاختلاف الآراء حيث يقوم الأب أو الأم بفرض الرأي فمن الشائع أن يكبر الأطفال من دون معرفة هويتهم الخاصة، وذلك لأنه عندما يتم تعليمك دائما كيف وبماذا تفكر، من دون اعتبار لوجهة نظرك، فمن الطبيعي ألا تعرف كيف تتصرف بشكل سليم عندما تكبر.
من سمات الأسر الصحية أنها تقضي الوقت في القيام بأنشطة اجتماعية ممتعة معا، وتصبح غالبا هذه الأنشطة تقاليد عائلية راسخة، مثل مشاركة الوجبات، أو قضاء نزهات عائلية في نهاية كل أسبوع، أو ممارسة الرياضة مع بعضهم؛ وتقوي هذه الأنشطة العلاقات والمشاعر الصحية بين كافة أفراد العائلة، وتنشئ روابط متينة تجمعهم معا.
مثل هذه التصرفات البسيطة تساعد على تنمية الاحترام والمحبة والتقدير، وتعمل على تعميق الروابط بين أفراد العائلة.
كل البشر يرتكبون الأخطاء، وقد يخطئ أحد أفراد الأسرة، ولكن في ظل الأسر السليمة فإن جميع الأفراد يعيشون بأمن وأمان، ويسمح للأطفال في أثناء مرحلة التعلم والنمو بارتكاب الأخطاء، وهم يعرفون أنه لن يتم تهديد وجودهم أو أمنهم وسلامتهم بسبب هذه الأخطاء.