يعاني العديد من الأشخاص خاصة اليافعين والشباب من صدمات نفسية قد تستمر لسنوات بعد المرور بأزمات نفسية أو مجتمعية كالحروب والكوارث الطبيعية أو فقدان الأحبة، وفي خضمّ البحث عن وسائل للتعافي تبرز الرياضة كأداة غير تقليدية لكنها فعّالة في التخفيف من آثار الصدمات النفسية.
الرياضة لا تعني فقط الحركة الجسدية بل تحمل في طيّاتها بُعدًا نفسيًا عميقًا؛ فهي تُفرز في الجسم هرمونات مثل: الإندورفين والدوبامين التي تُساهم في تحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق، كما تمنح الرياضة إحساسًا بالإنجاز والانتماء خاصة حين تُمارَس ضمن فرق أو مجموعات.
في مناطق النزاع أو بعد الكوارث تبنّت العديد من المنظمات الإنسانية برامج رياضية كجزء من جهود الدعم النفسي فعلى سبيل المثال تُستخدم كرة القدم والفنون القتالية كوسيلة لمساعدة الأطفال واليافعين على التعبير عن مشاعرهم وبناء الثقة بالنفس وتفريغ الطاقة السلبية.
الرياضة أيضًا تُعيد للإنسان الإحساس بالتحكّم في جسده وفي روتينه اليومي وهي عناصر أساسية لفهم الذات والتعافي من الصدمات ومع تكرار الممارسة يبدأ المصابون في استعادة إحساسهم بالأمان والاستقرار النفسي.
لكن رغم فوائدها لا يمكن اعتبار الرياضة علاجًا بديلاً عن الدعم النفسي المتخصص بل هي أداة داعمة ومكمّلة تساعد في خلق بيئة آمنة ومليئة بالأمل.
يمكن القول إنّ الرياضة لا تداوي الجراح وحدها لكنها تفتح بابًا نحو الشفاء وتمنح المصابين مساحةً للحركة والتعبير وإعادة بناء ما تهدّم في داخلهم.