بين جبال محمية ضانا للمحيط الحيوي الشامخة، وفي نهاية طريق وعرة، يستفرد النزل المضاء بالشموع بموقعه بين أحضان وادي فينان الخلاب.
نزل فينان البيئي واحداً من أفضل 25 نزلاً بيئياً في العالم وذلك حسب مجلة ناشونال جيوغرافيك ترافيلر، وقد حصل النزل على العديد من الجوائز العالمية الأخرى لتقديمه الخبرات والتجارب الفريدة الصديقة للبيئة الأكثر تقدماً في الأردن، ويعود الفضل لذلك للشراكة المتميزة القائمة ما بين شركة الفنادق البيئية “EcoHotels” والجمعية الملكية لحماية الطبيعة؛ وهي مؤسسة أردنية غير حكومية يتركز عملها على حماية المناطق الطبيعية في الأردن.
يوجد في النزل 26 غرفة يقيم فيها الضيوف بكل راحة لتأكدهم من أن رحلتهم السياحية صديقة للبيئة الطبيعية والاجتماعية على حد سواء، فهنا يمكنهم أن يستمتعوا بالمناظر الصحراوية الساحرة وأن يخوضوا المغامرات ويقوموا باستكشاف المواقع الأثرية، وقد تراهم يتناولون الشاي مع أفراد المجتمع المحلي أو مسترخين في شرفات وساحات النزل تحت ضوء الشموع.
يعد نزل فينان البيئي الذي يقع في وادي فينان بين الجبال، أول نزل صديق للبيئة ويمتاز بفن عمارة ملائمة للمكان الطبيعي المحيط به.
ويعتمد النزل الذي يضم 26 غرفة وانشأته الجمعية الملكية لحماية الطبيعة عام 2005 في الجزء الغربي الجنوبي من محمية ضانا بوادي فينان، على الطاقة الشمسية في إدارة مرافقه كافة.
ويساهم النزل باستكشاف المناطق الطبيعية الخلابة، وبتعلم بعض عادات المجتمع المحلي من خلال زيارات يقوم بها الزوار لأفراد العائلات الموجودة حول النزل برفقة أدلاء من سكان المجتمع المحلي.
كما يوظف النزل عددا من نساء المجتمع المحلي يقمن بصنع الشموع المستخدمة في إنارة النزل وعمل بعض الصناعات الجلدية اليدوية والتي تباع في دكان النزل والمعارض المختلفة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، اضافة الى تقديم خدمات الطعام النباتي.
ويتيح النزل لزواره مشاهدة اجمل غروب للشمس في المنطقة لانعكاسات الغروب على اشكال الجبال المتعددة التضاريس، اضافة الى شرب الشاي على نار الحطب.
ويحرص الدليل السياحي البيئي محمد الصغايرة، الذي يرافق الزوار عبر ممرات خاصة بين الوديان والجبال، على التفاعل مع الزوار وهو يقدم المعلومات عن المكونات الطبيعية للاشجار والنباتات العطرية والطبية وانواع الصخور والجبال وتاريخ المنطقة والعادات وتقاليد المجتمع المحلي.
ويقوم محمد ضيف الله خلال استراحة الزائر المتجول، بتقديم خبز العربود الساخن له، بدء من عملية العجن الى تقديمه من خلال اختيار صخرة وسكب الطحين وعجنه ووضعه على الجمر ويغطيها بالجمر والرمل الناشف ليخرج من النار خبز العربود الذي يتناوله الزائر مع شاي الحطب.
وخلال الجولة المسائية لضيافة ابناء المنطقة في بيت الشعر، تحدث ابوصالح خلال إعداد القهوة العربية "السادة" ان استضافة الزوار في البيت "التعليلة" مهمة بالنسبة له لتعريف الزائر على العادات والتقاليد البدوية وكيفية اعداد القهوة بدء من "حمسها" على نار هادئة ودقها بالمهباش وعملية الغلي وتقديمها.
يذكر ان نزل فينان حصل على العديد من الجوائز من ضمنها: جائزة "من أفضل 25 نزلا بيئيا في العالم" 2013، وجائزة أحد أفضل المشاريع في محاربة الفقر 2011، وحصل على جائزة المرشحين النهائيين الثلاثة لجائزة وورد ليجاسي من ناشيونال جيوغرافك 2014، وهو مرشح لنيل جائزة في فئة إشراك المجتمعات المحلية حيث سيتم ترتيب الفائزين نهاية الشهر الحالي.