في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، أصبحت "الترندات" محركاً رئيسياً للسلوك الجماهيري، ووسيلة لصناعة الشهرة السريعة، لكن هذا التوجه أدى إلى ازدهار ما يعرف ب " ثقافة الترند "، و التي باتت ترتبط أحيانا بالسطحية، دون فهم أو عمق حقيقي لموضوع الترند.
تعرف ثقافة الترند بأنها ظاهرة اجتماعية تتعلق بالاهتمام الواسع و السريع بمحتوى معين أو قضية ما، نتيجة انتشارها الواسع على الانترنت، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل TikTok و Twitter و Instagram وغيرها.
ساهمت ثقافة الترند في توجيه الناس نحو استهلاك معلومات مختصرة سريعة ونشرها دون التعمق في فهمها أو تحليلها أو حتى محاولة معرفة تأثيرها على المجتمع.
تؤثر ثقافة الترند على الوعي العام من خلال تشتيت الإنتباه حيث ينتقل الجمهور من موضوع الى آخر بسرعه، دون وقت كافي لفهم القضايا أو التفاعل النقدي معها، وتؤدي إلى فقدان العمق الفكري، بالإضافة إلى التأثير على القيم والأخلاق.
ورغم صعوبة السيطرة على " ثقافة الترند " بسبب انتشارها السريع في جميع أنحاء العالم و لكن يجب عدم التفاعل معها قبل التحقق من مصدر المعلومات، وعدم الانجراف وراء كل ما هو شائع، وتعزيز ثقافة التفكير النقدي، و دعم المحتوى العميق و المفيد على وسائل التواصل الاجتماعي.
"ثقافة الترند" أصبحت جزءا من واقعنا الرقمي، و لكن التحدي الحقيقي هو ألا نسمح لها بأن تقودنا إلى التقليد الأعمى، إذ يجب التحليل، و التمييز، بين المهم و الهامشي، والتي تعتبر أدواتنا للحفاظ على هويتنا الفكرية و الثقافية في زمن السرعة والانتشار.