مع التقدم السريع في التقنية وانتشار الإنترنت،
أصبح العمل التطوعي لا يقتصر على الأنشطة التي تتطلب الخروج إلى الميدان، بل أصبح هناك
ما يسمى بالـ Digital
volunteering،
وهو نوع من التطوع يتيح للأشخاص المشاركة في مبادرات متعددة عبر الإنترنت، يتيح هذا
النوع من التطوع للمتطوعين تقديم وقتهم وجهودهم من أي مكان، وفي أي وقت، مما يجعله
أكثر مرونة وسهولة مقارنة بالطرق التقليدية، كما أن الـ Digital volunteering يقدم
فوائد كثيرة لكل من المتطوعين والمجتمعات المستفيدة، ويمتد ليشمل مجالات متنوعة تلبي
احتياجات متعددة.
أولاً: التطوع الرقمي يتيح للأفراد المشاركة
بمهاراتهم التقنية
تستند العديد من المشاريع على الإنترنت
إلى مهارات تقنية مثل التصميم الجرافيكي، البرمجة، كتابة المحتوى، أو إدارة وسائل التواصل
الاجتماعي، هذه المهارات تعتبر مهمة جداً للمنظمات غير الربحية التي تحتاج إلى مساعدة
تقنية، ولكن ليس لديها المال الكافي لتوظيف مختصين من خلال تقديم الدعم الفني، يمكن
للمتطوعين الرقميين مساعدة هذه المنظمات في تحسين مواقعها الإلكترونية، إنشاء تطبيقات،
أو إدارة حملات توعية على وسائل التواصل الاجتماعي.
ثانيًا: التطوع الرقمي يتيح الوصول إلى
جمهور عالمي
من أبرز مميزات التطوع عبر الإنترنت هو
إمكانية التواصل مع مجتمعات مختلفة في جميع أنحاء العالم،  يستطيع الأفراد من دول متعددة الانضمام إلى نفس المشروع
أو المبادرة دون الحاجة إلى الوُجود في المكان نفسه، هذا يوسع نطاق التأثير، ويساعد
على معالجة مشكلات محلية أو عالمية من خلال جهود تطوعية متنوعة على سبيل المثال، يمكن
للمتطوعين الرقميين المساهمة في تقديم تعليم إلكتروني للأطفال في مناطق نائية أو تقديم
الدعم النفسي عبر الإنترنت للناس الذين يحتاجون إليه.
ثالثًا: المرونة التي يوفرها التطوع الرقمي
تجعل منه خيارًا جذابًا
على عكس الأنشطة التي تحتاج إلى وجود شخصي،
يتيح التطوع الرقمي للناس تنظيم وقتهم وفقًا لجدولهم الخاص، هذا يساعدهم على التوفيق
بين التزاماتهم الشخصية وعملهم والتطوع، سواء كانت المساهمة بساعة أو ساعتين في الأسبوع
أو بعض الأيام في الشهر، كما يوفر التطوع الرقمي مرونة كبيرة تجعل من الممكن لأي شخص
المشاركة مهما كانت انشغالاته.
رابعًا: التطوع الرقمي يساعد على بناء
شبكة من العلاقات الدولية
يمكن للمتطوعين من خلال الانضمام إلى أنشطة
عبر الإنترنت التواصل مع أشخاص ومنظمات من جميع أنحاء العالم، والذي بدوره  يساعد على تعزيز التعاون الدولي وفهم الثقافات المختلفة،
كما يتيح لهم فرصة تبادل الأفكار والخبرات، مما يحسن المشاريع المشترك، هذه التجارب
تساعد المتطوعين على رؤية أوسع للقضايا العالمية وتطوير مهارات التواصل مع الآخرين.
في نهاية المطاف، يعد التطوع الرقمي والمبادرات
عبر الإنترنت مستقبل العمل التطوعي في عالم متصل، فهي تقدم فرصًا كثيرة للأشخاص الذين
يريدون المساعدة، دون النظر إلى المكان أو الوقت، من خلال استخدام التقنية بشكل جيد،
يمكن للمتطوعين الرقميين أن يحققوا تأثيرًا كبيرًا في مجتمعاتهم سواء المحلية أو العالمية.