في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة وتكثر فيه المغريات الغذائية، أصبح من الضروري إعادة النظر في أنماطنا الغذائية اليومية، فالغذاء لم يعد مجرد وسيلة للشبع، بل هو أحد الركائز الأساسية للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض المزمنة.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التغذية السليمة تلعب دورًا كبيرًا في تقوية جهاز المناعة، تحسين الصحة النفسية، والوقاية من أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم، ويكمن سر الصحة الجيدة في التوازن الغذائي، أي تنويع المصادر الغذائية وتناول الكميات المناسبة من العناصر الأساسية مثل الكربوهيدرات، البروتينات، الدهون الصحية، الفيتامينات والمعادن.
الغذاء السليم يبدأ من اختيار مكونات الوجبة بعناية، إذ ينبغي أن تحتوي الوجبة الرئيسية على مصادر طبيعية للطاقة، مثل الحبوب الكاملة، مع الخضار والفواكه الطازجة، بالإضافة إلى البروتينات قليلة الدهون كالسمك أو الدجاج المشوي، ويُنصح بتقليل استخدام
الملح والسكر والدهون الصناعية التي تؤثر سلبًا على صحة الجسم على المدى الطويل.
ويبرز دور التوعية المجتمعية من خلال الحملات الصحية التي تنظمها الجهات المختصة، بهدف تشجيع الأفراد على تبني عادات غذائية صحية منذ الطفولة، مثل تقليل استهلاك المشروبات الغازية، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة التي تحتوي على نسب عالية من المواد الحافظة.
وفي جولة ميدانية قامت بها "الصحيفة"، أعرب العديد من المواطنين عن رغبتهم في تغيير عاداتهم الغذائية، لكنهم أكدوا أن غلاء الأسعار وصعوبة الوصول إلى البدائل الصحية يشكلان تحديًا كبيرًا، وهو ما يدعو الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني إلى التدخل من خلال دعم المنتجات المحلية الصحية، وتشجيع الزراعة العضوية، وتوفير الوجبات المدرسية المغذية للأطفال.
ويبقى التغيير مسؤولية فردية أيضًا، تبدأ من وعي الإنسان بقيمة جسده وصحته, فالخطوة الأولى نحو الغذاء السليم ليست في تغيير المطبخ فقط، بل في تغيير العقلية والنظرة إلى الطعام كأداة للشفاء لا للمرض.