في أيام الصيف القاسية حين ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة يشعر الناس أن شيئًا غير طبيعي يحدث.. الهواء يصبح أثقل والسماء أكثر سكونًا والحرارة لا تنكسر حتى مع غروب الشمس.
هذه الحالة المناخية تُعرف علميًا باسم "القبة الحرارية" وهي ظاهرة تحدث عندما تنحصر كتلة من الهواء الساخن فوق منطقة معينة بفعل ضغط جوي مرتفع يمنعها من التبدد أو الحركة.
تعمل القبة الحرارية كغطاء غير مرئي يحبس الحرارة قرب سطح الأرض ويمنع تشكّل السحب أو مرور الرياح الباردة ومع استمرار أشعة الشمس في تسخين الأرض تتراكم الحرارة يومًا بعد يوم وتتحول المدن إلى بيئة خانقة يصعب فيها التنفس أو الاحتمال.
لا تقتصر آثار هذه الظاهرة على الشعور بالحر فقط بل تمتد إلى تفاصيل الحياة اليومية المحاصيل الزراعية تتضرر والطلب على الكهرباء يرتفع بشكل كبير والهواء يتلوث نتيجة احتباس الغازات الضارة.
في بعض الدول العربية مثل: العراق والكويت والأردن شهدت موجات حر شديدة منها ما قارب الخمسين درجة مئوية ومنها ما تجاوزت ذلك، هذه الموجات نتيجة مباشرة لقبة حرارية تستقر فوق المنطقة عدة أيام.
ورغم أن القبة الحرارية تُعد ظاهرة طبيعية إلا أن التغير المناخي العالمي جعلها أكثر تكرارًا وحدة وارتفاع حرارة المحيطات واضطراب حركة التيارات الهوائية كلها عوامل ساهمت في تشكّل هذه القباب بشكل متزايد.
إن القبة الحرارية ليست مجرد حدث جوي عابر بل مؤشر واضح على اختلال التوازن البيئي إنها دعوة للتأمل في علاقتنا بالطبيعة وفي ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحد من الانبعاثات الضارة ومواجهة آثار الاحتباس الحراري قبل أن تتحول هذه الظواهر إلى واقع دائم.