مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، تصبح السباحة واحدة من أبرز الأنشطة التي تجذب الأردنيين والسياح على حد سواء.
الأردن رغم طبيعته الصحراوية في كثير من مناطقه، إلا أنه يتميز بتنوع جغرافي ومائي يتيح له تقديم تجارب سباحة مميزة، سواء في البحر أو في البرك الطبيعية أو في المنتجعات الحديثة.
وتمثل السباحة في الأردن خلال الصيف فرصة للهرب من حر الشمس والاستمتاع بجمال الطبيعة وروعة المياه.
البحر الميت، الذي يُعد أخفض نقطة على سطح الأرض، من أبرز الوجهات التي يقصدها الزوار للسباحة في الصيف، ورغم ملوحته العالية التي تجعل الطفو على سطحه تجربة فريدة، إلا أنه يتمتع أيضًا بفوائد صحية وعلاجية جعلت منه مقصدًا سياحيًا عالميًا.
مياه البحر الميت غنية بالمعادن مما يجذب اهتمامًا متزايدًا بالسياحة العلاجية في الأردن، و يدعم الاقتصاد المحلي من خلال المنتجعات والفنادق التي تنتشر على شواطئه.
أما العقبة، المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن على البحر الأحمر، فتقدم تجربة سباحة مختلفة كليًا، فمياهها الزرقاء الدافئة، وشواطئها الرملية، والشعاب المرجانية الملونة التي تزين أعماقها، تجعل منها وجهة مثالية لهواة السباحة و الغوص والأنشطة البحرية.
وتزدهر الحياة في العقبة خلال الصيف، إذ تنشط حركة السياح، وتُقام الفعاليات البحرية، وتزداد الرحلات العائلية التي تجعل من الشاطئ مكانًا للراحة والاستجمام.
ولا يمكن الحديث عن السباحة في الأردن دون التطرق إلى البرك الطبيعية والمنتجعات المائية في المناطق الجبلية والوديان، مثل وادي الموجب ووادي الهيدان، اللذان يقدمان للزوار تجربة مدهشة، حيث المياه العذبة المتدفقة وسط الجبال والمنحدرات، والفرصة للسباحة في أجواء مغامرة وطبيعة ساحرة، إذ تلقى هذه المناطق إقبالًا متزايدًا من فئة الشباب ومحبي السياحة البيئية والمغامرات.
وفي ظل ازدياد درجات الحرارة عالميًا، باتت السباحة أيضًا وسيلة للتكيف مع آثار التغير المناخي محليًا، مما دفع المجتمعات والبلديات لتوفير مسابح عامة ومراكز مائية آمنة، خصوصًا للأطفال والعائلات محدودة الدخل، وتعد هذه المسابح متنفسًا هامًا في المدن الكبرى مثل عمان وإربد والزرقاء، وتلعب دورًا في تعزيز الرفاه الاجتماعي خلال الصيف.
ويبرز هنا دور الجهات الحكومية والإعلام بالتعاون مع القطاع الخاص في التوعية، وتنظيم دورات لتعليم السباحة، وتشجيع إقامة مرافق مائية مرخصة ومجهزة.