في زحمة الحياة الحديثة وتطوّر الرياضات العالمية غابت عن المشهد رياضات عربية تقليدية كانت يومًا ما جزءًا من هوية المجتمعات المحلية تحمل في طياتها القيم والعادات والتقاليد من بين هذه الرياضات: المصارعة الشعبية وسباق الهجن وغيرها من الألعاب التي باتت تُذكر في كتب التراث أكثر مما تُمارس على أرض الواقع.
المصارعة الشعبية كانت تُمارَس في العديد من الدول العربية خاصة في الريف والمناسبات الشعبية لم تكن مجرد مواجهة جسدية بل استعراضًا للفروسية والشجاعة والكرامة يُحيط بها جمهور يصفّق ويهتف ويُحكّم فيها شيوخ القبائل أو كبار الحي كانت تُعَدّ وسيلة لحلّ الخلافات أحيانًا أو لتحديد "الأقوى" بين المتنافسين بشرف.
أما سباق الهجن فقد كان جزءًا أصيلًا من حياة البادية في الجزيرة العربية كان الجمل يُربّى خصيصًا لهذا الغرض ويُدرَّب على الجري لمسافات طويلة ومع الوقت تحوّل إلى مهرجان تراثي في بعض دول الخليج لكنه لم يَعُد يُمارَس بنفس الروح التي كانت تميّزه في الماضي بل دخلت عليه التقنيات والآلات وأصبحت بعض جوانبه تجارية أكثر منها تراثية.
تُظهر هذه الرياضات كيف كان الإنسان العربي يربط بين الرياضة والهوية والانتماء اليوم ومع انتشار الألعاب الرقمية والرياضات الغربية تراجع الاهتمام بهذه الأنشطة وانحصر في بعض المهرجانات الموسمية أو الاحتفالات الثقافية.
إحياء هذه الرياضات لا يعني العودة إلى الماضي فقط بل هو استعادة لروح الجماعة ولتقاليد كانت تُشكّل جزءًا من ذاكرة الأجداد فربما آن الأوان لإعادة النظر في تراثنا الرياضي ليس فقط كموروث ثقافي بل كوسيلة لبناء جسور بين الأجيال.