تمثل الاختراعات التي حدثت بالصدفة جانبًا مثيرًا من تاريخ الابتكار البشري. 
عبر العصور، كانت الصدفة سببًا في ظهور العديد من الاكتشافات التي غيرت مجرى الحياة، ورغم أن هذه الاكتشافات لم تكن مخططة، إلا أنها أظهرت أن الإبداع يمكن أن يظهر في أكثر اللحظات غير المتوقعة. 
من أبرز هذه الاختراعات التي جاءت نتيجة للصدفة.
البلاستيك 
تُعتبر مادة البلاستيك إحدى أكثر المواد شيوعًا في العالم اليوم، وقد اُكْتُشِفَت بالصدفة عن طريق الكيميائي الأمريكي ليو هندريكس في عام 1907.
كان هندريكس يجري تجارب على مواد للبحث عن بديل الخشب في صناعة الصناديق، وخلال هذه التجارب، لاحظ أن المادة التي كان يعمل عليها تشكلت على نحو مفاجئ، مما أدى إلى ابتكار أول بلاستيك صناعي يُعرف باسم الباكليت. 
تُستخدم هذه المادة في مجموعة متنوعة من التطبيقات، بدءً من الأدوات المنزلية وصولًا إلى قطع غيار السيارات.
الميكروويف
تم اكتشاف الميكروويف بشكل عابر في الأربعينيات من القرن الماضي، كان بيرسي سبنسر، وهو مهندس كهربائي، يعمل على تطوير أنظمة الرادار عندما لاحظ أن قطعة من الشوكولاتة كانت في جيبه قد ذابت في أثناء عمله بجوار جهاز الرادار، من هذه التجربة، استلهم فكرة تسخين الطعام عن طريق الموجات الدقيقة، وبعد ذلك، بدأ العمل على تطوير أول فرن ميكروويف، الذي أصبح شائعًا في المنازل لاحقًا.
بطاريات الليثيوم أيون
تُعد بطاريات الليثيوم أيون من أهم الابتكارات في مجال تقنية الطاقة الحديثة، لكن طريقة اكتشافها كانت غير متوقعة. 
في الثمانينيات، كان الباحثون يستكشفون مواد جديدة لتطوير بطاريات، وعند إختبارهم مواد متنوعة، أدركوا أن استخدام الليثيوم يمكن أن يُنتج بطاريات عالية الكفاءة، اليوم، تُستخدم هذه البطاريات في الأجهزة المحمولة والسيارات الكهربائية، مما ساهم في تحسين حياتنا اليومية.
البنسلين
من أعظم الاكتشافات في عالم الطب هو البنسلين، الذي جاء بمحض الصدفة.
في عام 1928، اكتشف ألكسندر فليمنغ أن إحدى سلالات البكتيريا في مختبره تعرضت للعفن، الذي كان ينتج مادة تمنع نمو البكتيريا، هذه الصدفة أدت إلى تطوير أول مضاد حيوي، مما أحدث تغييرًا جذريًا في طرق علاج الأمراض البكتيرية.
اليوم، يُعتبر البنسلين أساسًا للعديد من العلاجات الطبية.
الكولا
تُعتبر مشروبات الكولا من أكثر المشروبات شهرة على الصعيد العالمي، ولكن بدايتها كانت نتيجة مصادفة.
في عام 1886، قام الصيدلاني الأمريكي جون س. بيمبرتون بخلط مجموعة من المكونات بهدف إنتاج دواء للصداع، نتيجة لخطأ في عملية الخلط، حصل على شراب غازي أعجب الزبائن عند تجربته، ومن هنا، وُلِدَ مشروب الكولا الذي أصبح رمزًا ثقافيًا عالميًا.
توضح هذه الأمثلة كيف يمكن أن تلعب الصدفة دورًا مهمًا في الابتكار. 
في عالم يسعى لتحقيق الكمال دائمًا، تبرز الاختراعات التي كانت نتيجة للصدفة كدليل على الذكاء البشري وقدرته على تحويل الأخطاء إلى نجاحات. 
تلهمنا هذه الاكتشافات للبقاء منفتحين على الإمكانيات، وتذكرنا بأن بعض أعظم الإنجازات قد تأتي من أكثر اللحظات غير المتوقعة.
إن فهمنا لهذه الاختراعات يعزز تقديرنا للعلم والبحث، و يحفزنا للمتابعة في استكشاف المجهول.