كشفت العديد من الأبحاث والدراسات وعلى فترات زمنية متفاوتة، أن أسباب الأمراض التي تصيب البشر والكائنات الحية عمومًا، تعود إلى تقلبات ومؤثرات العوامل البيئية.
ولطالما ارتبطت العوامل البيئية بأمراض مثل: السرطان، أمراض القلب، أمراض الرئة، أمراض المناعة الذاتية، والسكتة الدماغية، وتظهر البحوث أن العوامل البيئية ترتبط بأكثر من 80 من الأمراض التي تصيب الإنسان وهي من الأسباب التي تؤدي إلى وفاة 1 من بين 6 أفراد حول العالم تقريباً.
ويذهب العديد من الباحثين إلى أن أجسادنا تحتوي على تراكمات سنوات طويلة من المواد الكيميائية والملوثات والميكروبات والجسيمات المتواجدة في البيئة المحيطة به، والتي نتعرّض لها يوميًا عبر الهواء الذي نتنشّقه والطعام الذي نتناوله والمنتجات التي نلمسها والماء الذي نشربه.
ويدرس الباحثون في مركز مايو كلينك لنهج الطب الشخصي مدى التعرّض لهذه العوامل البيئية مجتمعةً على مدى حياة الأفراد، ويقارنون الاستجابة البيولوجية لها من فرد إلى آخر.
وأذ الباحثون النباتات على سبيل المثال، فصحتها وطول عمرها لا يتأثران بالضرورة بطبيعتها البيولوجية، بل يعتمدان على نوعية التربة التي تنبت فيها ونظافة الهواء المحيط بها وكمية الكيماويات والمبيدات التي تتعرض لها.
ويشار إلى أن تحديد العوامل البيئية التي قد ترتبط بالأمراض، يتطلب تحليل البيانات على نطاق واسع واستخدام أساليب الذكاء الاصطناعي للتعلّم العميق، إلى جانب إجراء الدراسات المعقدة التي تشمل عوامل متعددة.
وقد نستطيع الوقوف على أسباب إصابة أشخاص وعدم إصابة آخرين بالسرطان ممن يتعرّضون للعوامل الملوّثة نفسها، وتحديد العوامل البيئية التي يتعرّض لها الفرد بشكل محدود والتي تسهم بشكل كبير في ظهور المرض.
ويجمع الباحثون إلى أن فهم مدى التعرّض للعوامل البيئية المحيطة وتأثيرها على صحّة الإنسان سيساعد بالطبع على إحداث تغييرات في نمط حياة الأفراد والتدخلات العلاجية الملائمة وسُبُل الوقاية.